رأي رياضي

صناعة كرة القدم

حسين الشيباني

يجمع كثيرون على أن لعبة كرة القدم أصبحت صناعة، فالاحترافية العالية باتت تمثل المؤشر الرئيس إلى تطورها في أي بلد بالعالم، فضلاً عن أنها العامل الأساسي الذي يرفع مستوى اللاعبين على الصعيد الفردي. وفي العالم هناك العديد من الأمثلة مثل أكاديمية لاماسيا الخاصة بنادي برشلونة الإسباني، التي نجحت في تخريج كوكبة من أشهر لاعبي الكرة بالعالم. وفي أكاديميات الأندية الإماراتية يكاد العمل يكون خجولاً ولا ترقى لمستوى طموحات الجماهير العاشقة لكرة القدم، وإن الأكاديميات أصبحت من أهم موارد الأندية للحصول على لاعبين مميزين.

الأكاديميات يمكن أن تكون عنصراً فاعلاً في الكرة الإماراتية، وهي مجال واعد لو حظيت باهتمام أكثر من اهتمامهم بالفريق الأول، وأجهزته الفنية السبب، وأعتقد أن السبب الرئيس خلف ضعف مخرجات الأكاديميات الرياضية والفئات السنية، هو ضعف الموارد المالية والميزانية التي ترصد للفئات السنية، والإدارات تنظر إلى الأكاديميات وفرق الناشئين والشباب نظرة دونية، ومن الأسباب أيضاً عدم وجود استراتيجية أصلاً. في الدول المتقدمة مجال الأكاديميات يبدأ برسم خطة تمتد إلى ثمانية أعوام، باجتماع مدرب الفريق الأول مع مدربي المراحل، ويكشف لهم الاحتياج في جميع المراكز التي ستصعد للفريق الأول، حتى التصعيد لا يكون عشوائياً وهو مبرمج، ومن الأسباب ضعف الكوادر العاملة سواء الفنية أو الإدارية، وقلة المال تؤدي إلى اختيار مدرب ضعيف.

المدربون في المراحل السنية هم الأضعف بالنادي، والمفروض يكون العكس لأنها هي المصنع، ولا يمكن أن تنتج الإكاديميات لاعباً مميزاً بمدرب ضعيف، واختيار مدربي المراحل السنية للأسف على مستوى الأندية والأكاديميات ضعيف جداً، تجد خبرته قليلة أو يعمل من أجل سد الفراغ بعد دوامه الأساسي.

بالنسبة للإداريين هناك مواصفات خاصة من ناحية التأهيل الأكاديمي والتربوي، تفتقدها الأكاديميات، إضافة إلى عدم وجود مختصين في التغذية والأمور الاجتماعية والنفسية، لا توجد شمولية في العمل، لا يوجد مختصون يسهمون في بناء شخصية اللاعب، ومنهج تدريبي واضح، يفترض أن يكون مخططاً له من الأندية أو اتحاد الكرة أو المجالس الرياضية حتى تكون السياسة موحدة، كل نادٍ سياسة مختلفة عن غير المعمول به في اليابان وأستراليا.

• الأكاديميات يمكن أن تكون عنصراً فاعلاً في الكرة الإماراتية، وهي مجال واعد لو حظيت باهتمام أكثر.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر