خارج الصندوق

إعلانات يصدح بها المسوقون

إسماعيل الحمادي

نغمة جديدة للإعلانات العقارية أصبح يصدح بها الكثير من المسوقين في الفترات الأخيرة بسوق العقارات بالدولة عموماً وفي دبي على وجه خاص. وللأسف الشديد النغمة باتت متقنة النوتات على حسب الإيقاع الموسيقي الذي تهوى أذن المستثمر سماعه عندما يريد أن يشتري عقاراً.

«العائد الاستثماري».. هي النغمة التي يعزفها معظم الإعلانات العقارية اليوم في السوق، والإيقاع الذي تهوى آذان المشترين والمستثمرين سماعه. ليس العيب فيك كمسوق أن تتصيد نقطة ضعف المشترين، وأن يكون العائد الاستثماري هو الطعم الذي تجذب به العميل، لأنه مبدأ أساسي لكل استثمار، فلا يوجد مستثمر في هذا العالم ليس دافعه الأساسي للاستثمار هو جني العوائد والأرباح، لكن العيب هو أن تعد عميلك بما لا تستطيع تحقيقه حتى أنت لنفسك.

تعلن عن عقار، وتضمن للمشتري من خلال إعلانك عائداً استثمارياً بنسبة معينة، وأغلبهم يذهبون إلى نسبة 10%، أو تضمن له إعادة البيع، أو توفير مستأجر فور استلامه للعقار، في حين أنك لست متأكداً من ذلك، أو حتى ليس في نيتك ذلك إطلاقاً. بالنسبة لي هو نوع من الاحتيال على العميل، لا هدف منه سوى تسريع عملية عقد صفقة البيع للعقار، وضمان أرباحك أنت لنفسك فقط، ولا يهمك شيء غير ذلك، ورمي اللوم على السوق في ما بعد.

مثل هذا النوع من الإعلانات، التي تأتي على الصيغة التالية: «اشتر أو تملك عقارك مع ضمان عائد استثماري مضمون بنسبة 10%»، وما شابهها من هذه الصيغ، يستوجب علينا التوقف عندها، وإعادة النظر فيها، مع محاسبة مرتكبيها، لأنها فعلاً جريمة في حق السوق وسمعتها، وتوجد ملايين من الصيغ الإعلانية التي يمكن نشر الإعلانات العقارية وفقها، ولا تضر العميل في حال إن لم تنفعه.

لا ضمانات في سوق العقار غير تلك الضمانات التي يفرزها واقع السوق، وتحفظها قوانينه التشريعية، ومثل هذه الإعلانات تفقد المعلنين الصادقين صدقيتهم، وتجرّد العقاريين المتبنين لمبدأ الشفافية شفافيتهم، وتقلل من الثقة بالسوق، فهل يجوز السكوت عنها وتجاهلها؟

مهما تعددت أساليب الإعلانات العقارية ولهجتها في مخاطبة عقل المشتري واستقطابه، تظل الواقعية أمراً مطلوباً فيها، حتى تكسب السوق ثقة العميل، وعلى هذا الأخير أن ينتبه جيداً إلى لغة الإعلان، حتى لا يبتلع الطعم ويتعثر في ما بعد، بل ربما قد حان الوقت الآن، وفي ظل انتشار هذا النوع من الإعلانات، لوضع قانون يحمي المستثمر، ويلزم المعلن بالوفاء بوعوده.

وأقول لكل من ينتهج هذا الأسلوب من الإعلانات: ضع كل ما وعدت به في إعلانك في بند يضاف إلى بنود عقد البيع ليتم التوقيع عليه، لتثبت صدق كلامك، كما أقول لكل مشترٍ يقوم بشراء عقار على أساس تلك الوعود: لا توقع عقد البيع إن لم يتضمن ذلك، كما أقول لمن يفكر في الشراء تحت هذا المبدأ: كن متيقناً من العائد الحالي للمناطق المجاورة قبل اتخاذ قرار الشراء. وعلى سبيل تلك الإعلانات وانتشارها فإلى أين نحن ماضون؟

• «(العائد الاستثماري).. هي النغمة التي يعزفها معظم الإعلانات العقارية اليوم».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر