خارج الصندوق

هل فكرنا في ذلك يوماً؟

إسماعيل الحمادي

هل فكرنا يوماً كيف نسوق عقاراتنا للعالم بعيداً عن وسائل التسويق المعتادة المتمثلة في الحملات التسويقية المباشرة بمختلف أنواعها من حملات إلكترونية، وإعلامية ومعارض، وكل الأنواع التقليدية المتعارف عليها.

ربما حان الوقت لنقوم بتجربة خطوة أخرى لتسويق عقاراتنا ومناطقنا بإقحام قطاع العقارات في قطاع آخر، قد يكون بعيداً كل البعد عنه، وقد يفاجأ الكثير عند الكشف عنه، لكن كرأي شخصي أراه من الحلول التسويقية الفعالة في الوقت الحالي.

القطاع الذي أشير إليه هو قطاع الدراما والإنتاج السنيمائي! نعم أشير إلى هذا القطاع وستقتنعون بالفكرة عندما أشرحها لكم، إذا تمكنا من تطوير الدراما الإماراتية وتكثيف الإنتاج السينمائي والدراما الإماراتية والخليجية الموجهة للتسويق العالمي ورفع مستواها ليتعدى الحدود ويقتحم كل بيت في هذا العالم، تمكنا من خلال ذلك تسويق ما يجب تسويقه من عقاراتنا بطريقة غير مباشرة.

الفكرة ليست وليدة اليوم بل هي فكرة مجربة ونجحت بها العديد من الأسواق العقارية في العالم، حيث أتقنت هذه الفكرة إتقاناً محترفاً من خلال إنتاج دراما اكتسحت بها العالم العربي، بدقة متناهية يتم التركيز بين لقطة تصوير وأخرى على نمط العقار ومميزات المنطقة التي يقع بها، في رسالة غير مباشرة للمتابع لاستمالته وشد انتباهه، وعلى النهج نفسه تسير الدراما العالمية في الفترات الأخيرة.

عندما تجد كاميرا تتبع شخصيات تلك الدراما من مدخل المبنى إلى المصعد إلى مدخل الوحدة السكنية إلى كل ركن منها، فهذا ليس عبثاً، بل هي خطة محبوكة بحنكة شديدة تحمل كل نقطة منها في طياتها رسالة مشفرة تستهدف عواطف المتلقين وتسلب تفكيرهم، فتكون البداية زيارة لتلك المنطقة بداعي السياحة واكتشافها، وتنتهي بعقد شراء وحدة عقارية بها، وهنا يكون القطاع العقاري قد حقق هدفه من خلال قطاع الدراما والإنتاج التلفزيوني والسينمائي.

ما أتحدث عنه بصفة عامة هو ما يسمى بـ«التسويق الضمني للعقارات»، وهو نوع من التسويق الذي لا يتم بطريقة مباشرة وإنما بواسطة رسائل مشفرة تمرر عبر لفظ أو صورة بطريقة احترافية لا توحي بذلك أول ما تسمعها أذن أو تراها عين المتلقي، لكنها تبقى محفوظة في عقله، لينقب عنها في ما بعد.

هذا ما نبحث عنه كنوع آخر من التسويق العقاري لعقاراتنا، لقد نجحنا في تشييد أكبر مناطق الترفيه في العالم لدعم السياحة وجذب السياح، وشيدنا أفخم الفنادق لاستقبالهم، وقمنا بتنظيم أكبر المعارض العقارية في المنطقة للتعريف بعقاراتنا، لكننا لانزال لم نصل إلى ذلك المستوى الذي تسوق فيه عقاراتنا عبر إنتاج تلفزيوني وسينمائي إماراتي يكتسح العالم، ويترجم إلى كل اللغات كما يحدث مع الإنتاج السينمائي للدول الأخرى التي تنتهج السلوك ذاته.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .


«(التسويق الضمني للعقارات) يتم برسائل مشفرة تمرر عبر لفظ أو صورة بطريقة احترافية».

تويتر