5 دقائق

مطلوب قانون جديد

خالد السويدي

لم توجد القوانين لتظل ثابتة، فهناك دائماً تعديل وتحديث يتناسب مع تطور الحياة، وبما يحقق المصلحة لأفراد المجتمع، فالقانون الذي قد يصلح اليوم قد لا يصلح بعد سنوات عدة، آخذين في الحسبان المستجدات في المجتمع، وتركيبته، وما يطرأ عليه من تغيرات.

سنّت الدولة العديد من القوانين للاهتمام بالحالات التي تصنف أنها من «أصحاب الهمم»، وقدمت الدعم الكبير خلال الفترة الماضية من خلال العديد من البرامج والتسهيلات، لحفظ حقوقهم، والتسهيل عليهم، في جهد تشكر عليه الجهات المسؤولة.

على الرغم من ذلك، لابد من الالتفات إلى أهالي أصحاب الهمم، خصوصاً أن العديد منهم يقضون ساعات طويلة في متابعة الأبناء، وعندما يتعلق الأمر بمشكلة في الحركة أو مشكلات أخرى إدراكية ونفسية، فإن الجهد يتضاعف، والمسؤولية تكون أكبر على كاهل الأسرة.

أجري مسح خلال الفترة الماضية في دولة الإمارات، فتبين وجود ما يقارب 114 أسرة إماراتية لديها ثلاثة أفراد من أصحاب الهمم يحتاجون إلى المتابعة المستمرة، ولك أن تتخيل مدى الصعوبة في رعاية فرد واحد، فما بالك عندما يكون أكثر من فرد في الأسرة من أصحاب الهمم، الأمر الذي يلقي بتبعاته على كاهل الأسرة وأفرادها.

دولة الكويت لديها قانون خاص برعاية المعاقين أو أصحاب الهمم، حيث سمحت لرب الأسرة أو الأم بالحصول على التقاعد المبكر في ما يسمى بقانون رعاية المعاق، ليتم التفرغ ورعاية احتياجات أصحاب الهمم، دون أن تكون هناك أي ارتباطات أخرى تعيق تربية ومتابعة الأبناء من هذه الفئة.

إنّ سن مثل هذه القوانين يمكن أن يتم بسهولة لضرورات المصلحة العامة، مثله مثل حالات التقاعد الطبي وغيرها، ولن يكلف خزينة الدولة الشيء الكثير، خصوصاً أن الدولة لا تبخل بالأموال في علاج مرضى الحالات الحرجة، وتقديم المساعدات الاجتماعية لذوي الدخل المحدود.

قبل أيام قليلة ناقش المجلس الوطني الاتحادي وزيرة تنمية المجتمع للحديث عن هذا الموضوع، وذكرت الوزيرة أنها بصدد مناقشة ودراسة كل ما يتعلق به، ونحن إذ نقدّر هذا التجاوب من الوزيرة، فإننا نتأمل ألا تكون دراسة شكلية، فأصحاب المشكلة يعانون بشكلٍ يومي، ويحتاجون إلى توصيات وقرارات سريعة للتسهيل على أصحابها، وحل كل المشكلات التي يعانون منها، أما التأخير فيها فإنه يعتبر تقاعساً في حق فئة تحتاج منا إلى كل الرعاية والاهتمام.

• ما يقارب 114 أسرة إماراتية لديها 3 أفراد من أصحاب الهمم يحتاجون إلى المتابعة المستمرة.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر