5 دقائق

تقييم المدير

خالد السويدي

تخيل أن يعمل الموظف بإخلاص، ويبدع في عمله، ويتلقى الإشادات، وينال شهادات التقدير والجوائز على المشروعات التي أشرف عليها وأنجزها، ثم يتم تقييمه في نهاية العام بتقدير «مقبول».

- التقييم السنوي أمانة في أعناق المسؤولين والمديرين لأنه يعني الكثير للموظف.

تخيل أن يُكلف الموظف في العام التالي بمزيد من المشروعات، لأنه قادر على إنجازها بصورة أفضل من غيره، وعلى الرغم من الإحباط الذي يشعر به من عدم التقدير، يستمر بالوتيرة نفسها والحماس، على أمل أن يتفهم المدير أن تقييمه مجحف وظالم، ولا يمت إلى العدالة بأي صلة، ثم يفاجأ مرة أخرى بالتقييم نفسه والملاحظات نفسها، لأن المدير لا يحبه، ويود أن يتخلص منه أو «يطفشه»، ليستعين بأجانب يقدمون له الولاء والطاعة على مدار الساعة.

تخيل أن يستمر الموظف بالمقاومة ويقاوم الإحباط، ويتغاضى عن الأساليب التي تمارس ضده، لأنه يريد أن يثبت أنه لا يعمل من أجل شخص، بل يعمل ليرضي ضميره، ويشرف على المشروعات لأنها أمانة ومسؤولية يتحمل وزرها إن قصر في أدائها، ثم يحصل على التقييم نفسه أو أقل من سابقه في نهاية كل عام.

كل ما سبق حدث لموظف أعرفه جيداً، وعلى اطلاع بإنجازاته وإخلاصه في العمل، ولكن يبدو أن للمدير رأياً آخر، لغاية في نفسه عجز الخبراء عن تفسيرها والاطلاع عليها.

كانت هذه قصة أحدهم، وقد سمعت عشرات القصص من موظفين وموظفات يعانون هذه الأساليب التي عفا عليها الزمن، وباتت تدل على عقليات متخلفة، قد تكون تبوأت هذه المناصب الرفيعة بالحظ والواسطة، فباتت تخاف أن يطير المنصب في رمشة عين.

التقييم السنوي أمانة في أعناق المسؤولين والمديرين، خصوصاً أنه قد يعني الكثير للموظف في ما يتعلق بالترقيات والتعيينات والتكريم، ومن لا يعطِ الموظفين ما يستحقون من التقدير لا يختلف عندي عمن يسرق تعب غيره ليحتفل بانتصارات ليست من صنع يديه.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر