خارج الصندوق

احسبها صح

إسماعيل الحمادي

تجارتي لم تنجح في المركز التجاري الفلاني، محلي لم يكسب في «المول» الفلاني.. «المول» الفلاني عدد مرتاديه قليل.

- عند التفكير في افتتاح محل يجب دراسة «المول» الذي يقع فيه ونوعية الشرائح التي ترتاده.

وتكثر الأفكار في داخلي حتى أصل إلى مرحلة الاقتناع أن مشروعي لم ينجح لأن «المول» (ميّت).

مجموعة من ردود الأفعال التي تتردد بين مجموعة من رواد الأعمال والمحال التجارية داخل «المولات» في دبي، الحقيقة ليس أمراً هيناً أن يخسر المرء كل ما ادخره ليستثمره في مشروعه التجاري، مع العلم أن المشروعات التجارية من المشروعات التي من النادر جداً أن يخسر صاحبها إن كانت انطلاقتها مبنية على أسس متينة ركيزتها الدراسة الجيدة لمشروعه.

تجارة «المولات» لا تختلف كثيراً عن التجارة العادية عبر المحال المصفوفة على أرصفة شوارع مدينتنا، وكل ما تغيّر هو أن الزبون يتسوّق داخل مكان مغطى يضم مساحات ترفيهية إلى جانب المحال التجارية المصفوفة عبر أروقته.

بناء على هذه النقطة، عندما أفكر في افتتاح محل في «مول» معين أو بمركز تسوق ما أو في أي مكان آخر، يجب أن أقوم بدراسة خاصة لذلك «المول» والمنطقة التي يقع فيها ونوعية المحال التي يضمها، علاوة على معرفة نوعية الفئة والشرائح المجتمعية التي ترتاد هذا «المول».

أعني بالقول هنا إن الفئات المرتادة لـ«المولات» تختلف من منطقة لأخرى على حسب طبيعة وطبقة سكانها وخلفياتهم الاجتماعية التي ينحدرون منها.

وعلى ضوء ذلك، على كل من يفكر في افتتاح محل تجاري أن يختار بدقة المنتج الذي يتناسب ويتلاءم مع تلك الطبقات، وأن يعرف قيمة ذلك المنتج بالنسبة لهم هل هو مطلوب على مدار السنة أو في فترات معينة، دون أن يتناسى عدد المحال التي تعرض منتجه نفسه لمعرفة حجم المنافسة والمنافسين له، ومن هذا المنطلق يتمكن من تقييم أرباح محله قبل افتتاحه.

أقول مرة أخرى، لا يتعلق الأمر بعدد الزائرين إلى «المول»، إنما الأمر يتعلق بطبيعتهم أوَلاً، فليس كل زائر متسوقاً والعكس، هناك من يزور «المول» من أجل محل أو علامة معينة ليقضي حاجته منها، وهناك من يزور «المول» من أجل منافذ الترفيه التي يحويها، وهناك من يزور المول لإجراء معاملة إدارية بأحد الفروع الإدارية التي يضمها. لذلك قبل افتتاح أي محل في أي «مول» ولأجل رسم علامة تجارية خاصة بصاحبها، يجب دراسة ذلك «المول» ومعرفته جيداً من حيث كيفية العمل فيه ولغة الحوار المتداولة به، حتى لا يلقي اللوم في ما بعد على «المول»، لأن خسارة محلك أو مشروعك التجاري فيه لا يعني أن «المول» خاسر، بل لأن دراستك وتحديدك للمنتج كان خطأ وعليك الاعتراف وتحمل مسؤولية ذلك.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر