كـل يــوم

الصمت يثير قلقاً أكبر!

سامي الريامي

تتكرر المواقف، ويكثر النقل والنشر حول مرض ما على جميع وسائل التواصل الاجتماعي، ويبدأ المجتمع بالتساؤل، ويبدو القلق على كثيرين، ولا أحد يستطيع لومهم على ذلك، حيث يكثر القيل والقال، وتنتشر المعلومات بشكل عشوائي، ولا نجد رسمياً من ينفيها أو يطلعنا على الحقيقة، أو من يستطيع التعامل إعلامياً مع المجتمع لتهدئته أو توعيته أو طمأنته!

ندرك تماماً أن الجهات المعنية لا تريد إثارة الفزع، ولا تود نشر القلق في المجتمع، لا خلاف على ذلك مطلقاً، لكن الصمت وعدم تفنيد ما يتناقله الناس على وسائل التواصل، يثيران فزعاً أكبر، وقلقاً أكثر، في حين أن الشفافية في التعامل مع مثل هذه القضايا هي الأفضل، فإن كانت هناك حالات مصابة بفيروس أو مرض، فمن حق الجميع أن يعرف، ومن حق الجميع أن يتحوط ويتبع الإرشادات، ومن حق الجميع أن يحصل على التوعية اللازمة للتعامل مع هذا المرض، وإن لم تكن هناك حالات ولا فيروسات، وكل الأمر مجرد شائعات أو أخبار مبالغ فيها، فما المانع من إعلان ذلك رسمياً حتى يعرف المجتمع بأسره بالتفاصيل، ويطمئن الناس، ونقضي على مزيد من الشائعات قبل ظهورها؟

الإعلام يحاول الوصول إلى الحقيقة، لكن الأبواب مغلقة تماماً، بل إن بعض المسؤولين أصبحوا لا يترددون في إغلاق الهاتف في وجه أي صحافي، وهذه مشكلة كبرى، ومعاناة مستمرة، خصوصاً مع وجود عقليات لم يغيرها الزمن، ولم تغيرها التقنية، ومازالت تتعامل مع المجتمع بعقلية السبعينات والثمانينات!

ونتيجة لذلك، يبدأ الناس في مهاجمة الإعلام، ويعتقدون ظلماً أنه ضعيف ومقصّر وغير قادر على إيصال المعلومات الصحيحة، يفقدون الثقة به، ثم يبدأون البحث عن بديل، وهذا البديل هو وسائل التواصل الاجتماعي، بما فيها من شائعات وأخبار مخيفة ومضللة وغير دقيقة، ليبدأ الخوف والقلق ينتشران شيئاً فشيئاً.. تُرى من المتسبب في ذلك؟ وهل بذلك يتحقق الهدف الذي يريده معظم المسؤولين، وهو عدم إثارة الخوف والبلبلة في المجتمع؟ ألا يعتبر سكوتهم جزءاً من هذه البلبلة؟

نحن دولة متطورة، ومنفتحة على العالم، ومتواصلة مع القارات كافة، يزورنا الملايين، ونزور الملايين، قد يصيبنا ما يصيب أي دولة أخرى، وقد نتأثر بما يتأثر به أي مجتمع آخر، لا عيب في ذلك، ولا ذنب لنا في ذلك، ولا شيء يسيء لنا من ذلك، كما أن ثقتنا بالدولة، وبالكوادر والأجهزة المعنية، في التعامل بمهنية عالية مع أي مشكلة صحية إن وقعت، هي ثقة لا حدود لها، فأين تكمن المشكلة؟ ولماذا لا نحسن التعامل إعلامياً مع أزماتنا أو مشكلاتنا؟ ولماذا لا يقتنع كثير من مسؤولينا إلى يومنا هذا بأهمية الشفافية والوضوح وتوفير المعلومات المناسبة في الوقت المناسب؟ حقيقةً لا نملك إجابة على مثل هذه التساؤلات وغيرها!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه

تويتر