المطور.. واحترام وعوده مع العميل

إسماعيل الحمادي

«أموال المواطنين في مشروع عقاري بدبي.. مصيرها مجهول».. كان هذا عنوان مقال تم نشره بإحدى الصحف الخليجية أخيراً. أنا لن أعقب على محتوى المقال وما طرح في المقال، لأنه تقريباً ما تم التطرق إليه بهذا المقال أقرب من الواقع، ويعتبر من الأخطاء التي وقع فيها ولايزال يقع فيها بعض المطورين في دبي، ما يسيء إلى سمعة القطاع والسوق.

محتوى المقال يناقش شقين من الأخطاء التي يرتكبها المطور في تسويقه لمشروعاته على الخريطة: الشق الأول يتعلق بتاريخ التسليم، فيما الشق الثاني يتعلق بمواصفات العقار واختلافها بين ما تم عرضه في الخريطة وما هو متفق عليه في عقد البيع، وما هو متوافر في الواقع عند استلام المشتري لوحدته.

عندما رأيت مقالاً كهذا منشور بالخط العريض في تلك الصحيفة مع العلم أن كاتب المقال لم يتطرق لذكر اسم المطور، رأيت في ذلك أنه رغم الأشواط التي قطعناها لإيجاد سوق عقارية متميزة في المنطقة، لايزال الطريق أمامنا طويلاً كما لايزال علينا بذل المزيد من الجهود لنصل إلى ذلك المستوى الذي نرجوه، وهذه المرة يرتبط الوضع بالمطورين وشركات التطوير العقاري.

المطور يمثل وجه السوق التي ينشط بها ونسبة كبيرة من نجاحها مربوط به وبما يطرحه من مشروعات، وتقف سمعته على ما يقدمه من منتجات ومدى مصداقيته مع عملائه، إذا لم يحترم الموعد المتفق عليه لتسليم المشروع وأخلف وعده مع المشترين حول تاريخ التسليم دون اتفاق مسبق موقع عليه من الطرفين فهذا مضر به وبالسوق، وإذا خالف التصميم والمساحة التي وقع عليها المشتري في العقد فهذا مضر به وبالسوق، وأن تتفق كمطور مع المشتري على مساحة على المخطط وعند التسليم يجد مساحة أقل وتعتبرها شطارة، آسف هذه ليست شطارة إنما نوع من الاحتيال على العميل وعلى القطاع بشكل عام، لأن السعر الإجمالي تم احتسابه على سعر القدم المربعة الواحدة.

ربما هذه النقطة التي يجب أن نقف عندها لمعالجتها، يجب أن نعرف أن المشتري العقاري في السوق أصبح ملماً ومطلعاً أكثر من ذي قبل على الوضع ومترقباً دائماً للمطورين ومشروعاتهم، اليوم إذا المطور الفلاني خالف ما هو متفق عليه في عقد الشراء ووصلت القضية إلى قسم المنازعات والشكاوى وأصبح الأمر حديث وسائل الإعلام، فلا يبكي بعدها إذا لم يجد من يشتري مشروعاته الأخرى ويبدأ بالتحجج أن السوق متعثرة والوضع ليس جيداً فيها، بينما في الواقع هو السبب الرئيس في تعثر عملية بيع مشروعه وليست السوق، ربما مازلنا بحاجة إلى قانون صارم يلزم المطور باحترام وعوده مع العميل حتى لا تتكبد السوق سوء تخطيطاته وتصرفاته.

«المطور يمثل وجه السوق التي ينشط بها.. ونسبة كبيرة من نجاحها مربوط به».

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر