كـل يــوم

سلاح دون ذخيرة.. قطعة حديد!

سامي الريامي

الإعلام سلاح مهم، بل هو أحد الأسلحة الثقيلة التي يجب أن تمتلكها الدول، لكن بطبيعة الحال ليس السلاح هو وحده المهم، بل الطلقة أو الذخيرة هي أهم بكثير من السلاح نفسه، فمن دونها يتحول المسدس أو الدبابة إلى قطعة حديدية لا فائدة ترجى منها، لذا فلا فائدة من سلاح دون ذخيرة، ولا فائدة من ذخيرة دون سلاح!

المعلومات هي ذخيرة الإعلام، وهي طلقاته التي يحارب بها، ويدافع بها، ويكشف الحقائق من خلالها، إن حضرت المعلومة في الوقت المناسب، وبالشكل المناسب، انتصر الإعلام في جميع معاركه، وإن غابت فلا فائدة من صحف وإذاعات وقنوات تلفزيونية لا تجد ما توضحه وترد به على الشائعات والأكاذيب!

الإعلام وسيلة نقل معلومات، وهو مصنع للأخبار، لكنه ليس مصدر هذه المعلومات والأخبار، لذا فأصحاب المعلومات من مسؤولين وجهات هم من بيدهم قرار تغذية هذه الوسيلة وتقويتها، وهم أيضاً من يملكون إضعافها إن تأخروا في إيصال المعلومات لها، بالشكل المطلوب وفي الوقت المطلوب، هم أصحاب قرار إطلاق التصريحات أو حجبها، المسألة تماماً كالسيارة التي لا تنطلق والطائرة التي لا تطير، من غير تزويدهما بالوقود، فلماذا نلوم وسيلة النقل، ولا نلوم من يملك بيده زمام تزويد الوقود!

البحث عن شماعة، عملية قديمة جداً، يتمسك بها كل من يُخفق في تأدية مهمة ما، نُدرك ذلك تماماً، لكن هذه الشماعة لن تحل المشكلات، ستبقى شماعة بعيدة كل البعد عن المشكلة الرئيسة، لذلك فالأحرى عند البحث عن سبب إخفاق شيء ما، أن نبحث عن الأسباب الرئيسة التي أدت إلى ذلك الإخفاق، نبحث عن الأسباب الجذرية، لا القشور التي لا تحرك ساكناً، هذا إن كنا نبحث عن حل، ولا نبحث عن أشياء أخرى!

طالبنا مراراً وتكراراً، وسنظل نطالب، بتزويد الإعلام بالمعلومات التي يطلبها، وطالبنا بالشفافية، والاقتناع بمهمة رجال الصحافة والإعلام، بل طالبنا بما هو أكثر من ذلك، بمحاسبة كل مسؤول يُخفي معلومة مهمة من دون سبب مقنع، ولكن هذه المطالبات راوحت مكانها، ولم تجد النور، وما لم تحدث هذه النقلة في الفكر أولاً، وفي القناعة بأهمية النشر والتوضيح واستباق الأحداث بمعلومات وافية وغزيرة عن كل المجالات، فلا تحدثونا عن السبق، ولا تحدثونا عن التطور ولا تحدثونا عن الإعلام، سنظل نراوح مكاننا كإعلام ردة فعل، ننتظر المعلومة متى ما توافرت حتى بعد خراب مالطا!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر