رأي رياضي

شجاعة مدرب

حسين الشيباني

خالف مدرب منتخب البحرين، البرتغالي هيليو سوزا، كل النظريات في كرة القدم، ونظام تجمعات المنتخبات في البطولات، بالثبات على تشكيلة واحدة في جميع مباريات بطولة «خليجي 24»، وأشرك جميع اللاعبين المقيدين في قائمة المنتخب، واتبع سياسة التدوير في تشكيلة كل مباراة، خوفاً على لاعبيه من الإرهاق وضغط المباريات في فترة قصيرة، وكل ذلك إنما يدل على شجاعة المدرب، وثقته الكبيرة بجميع اللاعبين بلا استثناء، حيث أقحم في كل مباراة تشكيلة مغايرة، وأشرك ثلاثة حراس مرمى في سابقة غريبة لم تحدث من قبل في بطولات نظام التجمع، واللاعبون كانوا أهلاً للثقة والمسؤولية، وأبلوا بلاء حسناً، ولم نشعر بأن المنتخب تأثر بغياب لاعب مهم مثلما يحدث مع المنتخبات المشاركة، وأعطونا درساً في التحدي والروح القتالية والمثابرة، ونظرية «المنتخب بمن حضر»، ولم نشعر بالفرق بين مستوى اللاعبين الأساسي والاحتياطي في قاموس لعبة كرة القدم.

قدم منتخب البحرين درساً آخر، هو أن تحقيق الإنجازات والبطولات في لعبة كرة القدم لا يكون فقط بالعقود الخيالية ونظام الاحتراف والمكافآت، لكن أثبتوا عكس ذلك تماماً وأكدوا أن هذه اللعبة تحتاج إلى تضحية وروح قتالية وانضباط، سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه، وجميع لاعبي منتخب البحرين كانوا يبحثون عن النجومية تحت شعار «التضحية من أجل الوطن»، عكس ما يحدث للاعبي منتخبنا من عقود خيالية وتدليل زائد، ما أدى إلى عدم المبالاة والانضباط والطموح والاستشعار بالمسؤولية في أورقة المنتخب، سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه، باختلاق الأعذار.

بمجرد استدعائهم إلى قائمة المنتخب، يصبح بعض اللاعبين أقوى من أي لائحة إدارية وانضباطية تخص المنتخب، بل أصبح جل اهتمامهم للنادي وما يجنيه من عقده مع ناديه.

ما يتقاضاه لاعب واحد من منتخبنا (راتب شهر)، يوازي جميع رواتب لاعبي منتخب البحرين، علماً بأن أغلى صفقة انتقال لاعب بحريني من نادٍ إلى نادٍ آخر سبعمائة ألف درهم فقط، ومعدل رواتب اللاعبين المواطنين في الدوري البحريني من ألفي درهم إلى عشرين ألف درهم! وأغلى لاعب بحريني (إسماعيل عبداللطيف) راتبه الشهري ثلاثون ألف درهم فقط!

أصبح منتخب البحرين من كبار قارة آسيا، خصوصاً بعد فوزه في بطولة غرب آسيا وكأس الخليج، وفوزه على منتخب إيران المصنف الثاني في آسيا، ضمن تصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2022، وتعادله مع منتخب أسود الرافدين (العراق) خارج ملعبه.

وأثبت منتخب البحرين خطأ نظرية دوري قوي أو دوري محترفين أو تصنيف متقدم، علماً بأن تصنيف منتخب البحرين عالميا في مركز الـ100.

الإنجازات الرياضية في البحرين لم تقتصر فقط على لعبة كرة القدم، بل طالت منتخب كرة اليد بتأهله إلى أولمبياد طوكيو 2020 بأقل الإمكانات المادية، إنه التخطيط السليم وليس الصرف العشوائي.

• الإنجازات الرياضية في البحرين لم تقتصر فقط على لعبة كرة القدم، بل طالت منتخب كرة اليد.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر