5 دقائق

وحوش «ستريمنغ» والسينما الكسيرة

عبدالله القمزي

نعيش نهاية العقد الذي أتم لهوليوود مئويتها وعمرها الآن 105 أعوام، بينما عمر السينما كاختراع 130 عاماً أو أقل بقليل. هوليوود أمام تحدٍ جديد وفريد من نوعه يبدو أنها فعلاً عاجزة عن الإتيان بحل ناجع لمواجهته وهو منصات Streaming أي التدفق وتعني تدفق البيانات المرئية والصوتية بغزارة عبر الإنترنت في المنازل، بحيث يمكن للمستخدم الانتقال بحرية بين المشاهد وإيقافها، كما تُسمى البث عبر الإنترنت.

تصدر وحش «نتفليكس» وإنتاجاتها الأصلية خدمات «ستريمنغ» وفرضت نفسها بديلاً حتمياً للسينما. وإلى جانب الوحش جاءت وحوش كاسرة لتأكل حصتها من السينما، وهؤلاء «أبل» و«أمازون» و«هولو» و«ديزني» التي قرّرت وضع قدم في السينما وقدم أخرى في الإنترنت، إضافة إلى بعض الوحوش الصغيرة الأخرى التي تكتفي بالهامش لإرضاء الأذواق غير السائدة.

تمتلك «ديزني» و«إن بي سي يونيفرسال» و«وورنر ميديا» خدمات «كيبل»، وعندما أيقنت أن الخوض في حروب «ستريمنغ» أقل كُلفة من الحفاظ على النموذج القديم قرّرت هذه الشركات التحول إلى بث الإنترنت.

سيطرح العقد الجديد مزيداً من الخيارات للأفلام والمسلسلات خارج السينما باستثناء «ديزني» المسيطرة على 41% من شباك التذاكر العالمي. لكن سنتوقف لنرى الكلفة الاقتصادية لهذه الخدمات مقابل السينما.

يكلف اشتراك «نتفليكس» سنوياً 672 درهماً ولو أضفنا عليه اشتراك «أبل» 240 درهماً سنوياً، و«ديزني بلس» 256 درهماً سنوياً، وهذه الخدمات الثلاث هي الأقرب لدخول السوق في الدولة، فإن مجموع الاشتراك في الثلاث: 1148. وسنكتفي بها.

مكتبة كل واحدة من هذه الخدمات بحاجة إلى شهر أو أكثر لتفحص محتواها. ولكل واحدة تطبيق خاص يفتح على أي جهاز تشاء.

تبلغ كُلفة مشاهدة فيلم في السينما كل أسابيع العام الـ48 بين 2000 و3000 حسب سعر التذكرة (مقعد عادي أم جلدي)، غير شامل لسعر المأكولات، والذي لو وضعته في الحساب سيكون بين 1000 و2000 سنوياً لو كان الطعام مجرد فشار ومشروبات غازية (حجم كبير). ولو أضفنا أشياء أخرى يصل المبلغ إلى 3500 درهم.

يعني ننفق 6500 درهم تقريباً سنوياً على أفلام في صالة عادية. نأتي إلى الصالات الفاخرة وسعر تذكرتها بين 150 و200 درهم من دون طعام. يعني بين 8000 و9000 درهم سنوياً. ومع الطعام بين 300 و400 درهم يعني يقترب المبلغ من 20 ألف درهم في السنة لو ذهب الشخص إليها كل أسبوع من العام.

المتوافر في السينما من أفلام في مجمع سينما واحد في أي مركز تجاري هو بين 14 و22 فيلماً فقط، معظمها موجه للمراهقين والجاليات الأخرى من قارة آسيا. من 48 أو 50 فيلماً التي قد نشاهدها في السينما كل أسبوع، فقط 10 أو أقل تحوز إعجابنا.

بالعربي: نجح وحوش «ستريمنغ» في الانقلاب على نظام هوليوود السائد منذ قرن نجاحاً لم يسبق له مثيل، ومن علامات نهاية أي صناعة ظهور بدائل وضعف المعروض وتراجع أكبر الاستوديوهات عن طرح الأفلام سينمائياً وتفضيل عرضها عبر منصتها على الإنترنت، ومن علامات المكابرة زيادة الأسعار وتقديم خدمات يعتمد أغلبها على التحايل.

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر