كـل يــوم

قصة طفلة صغيرة وقائد عظيم..

سامي الريامي

الإنسانية في أروع وأبهى صورها، تجلّت هنا في الإمارات، وتمثلت في قصة طفلة وقائد، قصة لم يشاهدها العالم في زمن مثل هذا، ولا أعتقد أنها يمكن أن تتكرر في مكان آخر، ليس لأنه لا يوجد هناك قادة عظماء، بل لأن الإنسانية دائماً تسبق المناصب هنا في الإمارات.

قصة محمد بن زايد، هذا القائد العظيم بأخلاقه وتواضعه وقلبه العطوف الرحيم، وطفلة بريئة حاولت بكل حب ومودة الاقتراب منه والسلام عليه، لكنها لم تستطع، ليس لشيء إلا لأنه كان منشغلاً بأداء واجب أكبر، هذه القصة هي أعظم درس في الرحمة والعطف على الصغير، وحب الشعب، وإنسانية القائد.

الطفلة كانت عفوية وتريد فقط ملامسة يده، وسموه لم يرها، هذا هو المشهد باختصار، كان مشهداً عادياً جداً، فهي تدرك أن مجرد اختيارها ضمن مجموعة أطفال لتكون في هذا المكان، هو شيء مهم يدعو إلى السعادة والفرح، وهي تدرك وتعرف أن فرحة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، برؤيتهم كبيرة، لذلك انتقلت بكل أريحية وعفوية من مكانها لتكون أقرب إليه، وكل من يشاهد الفيديو سيدرك الفرحة والسرور وشعور الحب والمودة الظاهر بوضوح على محيّا الشيخ محمد بن زايد، فقد كان سعيداً جداً، وابتسامته الأبوية الحانية كانت واضحة عند رؤيته الأطفال، وكان واضحاً حرصه على مصافحتهم بحب وودّ خلال اصطفافهم لتحيته هو وضيف البلاد الكبير، الأمير محمد بن سلمان.

لذلك لم يحدث شيء غير عادي، والموقف برمته لا خطأ فيه، ولا شيء يدعو إلى الأسف، وقد يحدث مثل ذلك في أي بيت صغير، وبين أي أب وطفله أو طفلته، قد ينشغل الأب فلا ينتبه، لكنه حتماً سيحضن طفله أو طفلته فور انتباهه، لكن محمد بن زايد ليس كأي أب، بل هو الإنسانية والرحمة والعطف، متمثلة في شخص، هو القلب الكبير جداً الذي لا يرضى أبداً كسر خاطر مواطن أو إنسان، مهما كان عمره أو جنسه، لذلك كانت ردة فعله مختلفة، ولا يمكن أن تخطر على بال أحد.

بمجرد أن شاهد الموقف، شعر بشعور غريب، رق قلبه العطوف، ولم يشأ أن يكسر خاطر طفلة صغيرة مُحبة، فهو لا يتحمل ذلك أبداً، فقرر، دون أي تردد، أن يجبر خاطرها بأكثر مما كانت تتمنى، كانت أمنيتها ملامسة يده، فجاءها وقبّل هو يدها، وكان حلمها الصغير مصافحته، ففاجأها بزيارة خاصة لها في بيتها، وأجلسها بقربه، بل وقال لها بالحرف الواحد: «جئت لأعتذر، لأني لم أراك.. والله لو شفتك لوقفت وسلمت عليك»!

هكذا هم قادة وحكام الإمارات، وهكذا هي أخلاق كل من تخرج وتعلم في مدرسة أخلاق زايد بن سلطان، لهذا نحن أسعد شعب في العالم، لم يبخل علينا خليفة بن زايد بشيء، ويبذل محمد بن راشد الجهد ليل نهار لإسعاد الصغير والكبير، ويتسع قلب محمد بن زايد لجميع المواطنين!

هم هكذا بذلوا الجهد، والمال، والغالي والنفيس للإمارات وأهلها، أغدقوا على شعب الإمارات العطاء ليعيش الجميع في رخاء ورفاهية، وعطاؤهم لم يكن يوماً حكراً على الماديات، بل حتى الحنان والعطف والحب والرحمة، لم يجعلوها خاصة بأبنائهم، بل وزعوها على جميع أبناء الإمارات.. لذلك ما تشاهدونه هنا في الإمارات يصعب أن يشاهده العالم في أي مكان آخر!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر