كـل يــوم

سلبيات الخلط بين الدعاية والإعلان!

سامي الريامي

سلبيات الخلط بين الدعاية والإعلان في وسائل التواصل، ليست محصورة في الترويج لمنتجات طبية وتجميلية قد تكون ضارة، وليست في إعطاء معلومات ناقصة وغير دقيقة عن حالات إنسانية فقط، بل تنسحب على إضافة عادة سلبية في المجتمع، هي عادة «الشراء العاطفي»، وهذا ما نراه يومياً في طريقة الإقبال على كثير من المنتجات، التي أصبحت تُباع وتنتشر ليس لحاجة الناس، وإنما من تأثير الترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

«الشراء العاطفي» هو سلوك يصنفه بعض المختصّين بأنه نوع من الإدمان، تماماً كإدمان المخدرات، حيث يصف كيويانج أو، الأستاذ المساعد بجامعة «استيت» في نيويورك، شعور من يفعل ذلك بأنه «لحظة ما يقرر الشراء يشعر بالارتياح، وتندفع فيه المشاعر الإيجابية، لكن بعد ذلك، على غرار مدمن المخدرات أو الكحول، يتولد داخله الشعور بالذنب، ما ينتج عنه صعوبة الرضا».

جمعية حماية المستهلك في الإمارات بدورها حذّرت من هذه الظاهرة، وناشدت بضرورة الابتعاد عن «الشراء» أو «التسوّق العاطفي»، والرغبة في تقليد مشاهير التواصل الاجتماعي، فهم يتقاضون أجراً نظير عمليات الترويج، محذّرة أن هذا السلوك نتيجته في معظم الأحيان خسارة الأموال، أو تبديدها في أمور غير مفيدة، أو شراء سلع بأكثر من سعرها، ونهاية ذلك كله الندم على متابعة هؤلاء المشاهير وتصديقهم!

وزارة الاقتصاد بدورها أيضاً حذّرت من قيام مشاهير التواصل الاجتماعي بممارسات تجارية مخالفة لقانون حماية المستهلك ولائحته التنفيذية، مثل رفع الأسعار بشكل غير مبرر، وممارسة الغش التجاري.

ورغم اعتراف عدد كبير جداً من المستهلكين بأن بعض مشاهير التواصل الاجتماعي يستغلون وضعهم وصفحاتهم وحساباتهم على الإنترنت في الترويج لبضائع تبيعها مواقع إلكترونية بأسعار أعلى من سعرها الحقيقي بنسب تصل إلى 40%، فإن قليلاً جداً من المتابعين والمستهلكين من يتعظ ويبتعد عن تأثيرات هؤلاء المُستنفعين السلبية!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر