رأي رياضي

احتراف على الورق

حسين الشيباني

علينا الاعتراف دون مكابرة بأن انتقالنا من الهواية إلى الاحتراف لايزال شكلياً، فنحن نمارس الاحتراف على الورق، إذا جاز التعبير، فالعمل الإداري لم يصل إلى مرحلة الاحتراف بعد، بل يدار من خلال العقلية القديمة التي تعتمد على كثرة اللجان.

- حجم التطور الذي

نعيشه لا ينسجم أبداً

مع حجم الإنفاق.

حسين الشيباني

المرحلة المقبلة يجب أن تهتم في المقام الأول بتطوير العمل الإداري، إذ نشعر بعدم وجود عمل احترافي حقيقي يؤكد النقلة التي أصبحنا فيها، ويجب أن نعترف أيضاً بأن حجم التطور الذي نعيشه لا ينسجم أبداً مع حجم الإنفاق من مئات الملايين التي تقدم للأندية والمنتخبات من الدولة أو من الحكومات المحلية، فلا أحد ينكر أن الميزانيات ضخمة ولم يسبق لها مثيل.

أتفق مع السواد الأعظم في أن منظومة الهواية مازالت تحكم عمل الأندية، رغم التحول إلى الاحتراف، فأين برامج التغذية وبرامج التأهيل ونظام اليوم الكامل الذي يعتمد على التدريبات والعمل الجدي منذ الصباح؟ والمبالغ التي تدفع من الأندية لا توازي ما تحصل عليه من مردود فني، كنا نتوقع انضباطاً أكثر وأفضل من الوضع الحالي، بسبب الملايين التي تصرف على اللعبة واللاعبين الذين يعيشون في رفاهية تامة، ما دفعهم إلى عدم الاهتمام بتطوير مستواهم الفني.

فوضى في الاحتراف.. فأين منظومة الاحتراف من لاعبين لا تربطهم أي علاقة بناديهم سوى ساعتي التدريب في الفترة المسائية فقط! فيما المسؤولون والشارع الرياضي يريدون نتائج إيجابية وإنجازات من المنتخب الوطني، واللاعب الدولي يتدرب ساعتين في ناديه! هل يعقل ذلك؟ النتائج الإيجابية والإنجازات تتحقق من خلال تطور المستوى الفني للاعب في ناديه، ما ينعكس على تطور المستوى الفني للمنتخب.

«لا يستقيم الظل والعود أعوج».. نحتاج إلى إعادة النظر في تطبيق نظام الاحتراف، عندما نطبق قانون وسياسة المدرب الإسباني الداهية (غوارديولا) خارج المستطيل الأخضر في القواعد والتعليمات الانضباطية، للحفاظ على الجماعية في الفريق، وخلق روح الفريق الواحد.. ونظام غوارديولا يكمن في إجبار اللاعبين وأعضاء الأجهزة الفنية والطبية على تناول وجبتي الإفطار والغداء على مائدة واحدة داخل النادي، للتأكد من التغذية السليمة للاعبين، ومنع الإنترنت واستخدام الهواتف طوال فترة وجود اللاعبين في النادي (نظام اليوم الكامل)، فأين أنديتنا من هذا النظام؟

اسألوا لاعبي التنس الأرضي المصنفين الأوائل «نادال وديوكوفيش وفيدرير» كم ساعة يتدربون يومياً؟ لا يقل عن ثماني ساعات، وهذا سر تصنيفهم، لذا يرجى إعادة النظر في منظومة الاحتراف، كرسالة نوجهها إلى المسؤولين عن الرياضة، فالاحتراف الكروي ليس باباً للرزق، وإنما هو قبل ذلك باب للإبداع والوصول إلى العالمية.

- قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: «نحن نريد أن يتبع الإنسان نظاماً صحيحاً يجعله مشغولاً ومنتجاً».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه. 

تويتر