5 دقائق

دخول وخروج

خالد السويدي

لا أعرف هل هي مشكلة حقيقية، أم أنها مبالغة من الطالبات اللواتي يتذمرن من رسائل الدخول والخروج من الجامعات الحكومية إلى أولياء الأمور؟! فما يتكرر بين كل فترة وأخرى يثير الاستغراب، خصوصاً عندما يصل إلى التطاول والتلفظ بألفاظ غير مقبولة، احتجاجاً على نظام الرسائل.

- نظام الرسائل تم

تطبيقه، بعد أن حدثت

تجاوزات، تم توجيه

اللوم على أثرها

إلى الجامعة.

هناك من يرى أن هذه الرسائل مفيدة، وتطمئن ولي الأمر، وهناك من يعتقد أنها تعني الشك وعدم الثقة، ما يؤثر في شخصية الطالبة، ويخلق نوعاً من الإحساس بعدم قدرتها على تحمل المسؤولية أو إدارة شؤون حياتها بحكمة، وهناك رأي ثالث يطالب بأن يطبق النظام على الطلبة والطالبات دون تمييز.

تعلمت من تجربتي في الحياة أن هناك قوانين وضعت لتدارك مشكلة معينة، وأن نظام الرسائل تم تطبيقه بعد أن حدثت تجاوزات تم توجيه اللوم على أثرها للجامعة، كما أنني أتفق مع البعض في أن أسلوب المراقبة قد لا يثبت نجاحه، وأن الذي يريد التجاوز سيجد ألف طريقة، في المقابل هناك نوعية ستجد نفسها مضطرة للالتزام رغماً عنها، لأنها تعي أن هناك محاسبة من الأهل.

من الجميل أن تكون هناك ثقة متبادلة بين ولي الأمر وأبنائه الذكور والإناث، خصوصاً عندما يقتربون من بلوغ السن الرشد، إلا أن هناك شعرة معاوية، التي تعني ألا تكون الثقة مطلقة، فهناك من انحرف من الجنسين بسبب هذه الثقة التي لم تكن في محلها، فضاع المستقبل في لحظة اتخاذ قرار خاطئ يتعلق بالعملية التعليمية، أو بالانحراف السلوكي الذي يتحول إلى مشكلة كبيرة يصعب علاجها.

أعلم جيداً أن هناك نوعية من الأهل يفكرون بعقول متحجرة، ويضيقون على البنات أكثر من الشباب، ويتعاملون بقسوة منفرة تجعل الحياة جحيماً لا يطاق، لكن هناك قنوات مفتوحة وجهات مستعدة لحل مثل هذه المشكلات، قد لا تكون هذه الحلول مثالية، إنما مع الأيام لابد أن تكون التشريعات والقوانين أكثر جدية في التعامل معها، ولنكن واضحين جداً لا تحل هذه الأمور بالتمرد على الأهل، وبتوجيه الشتائم إلى من يختلف معهم.

أعتقد أن الخلاصة، من وجهة نظري، في هذا الموضوع، لا إفراط ولا تفريط في التعامل مع الأبناء، لا في التشدد ولا في منح الحرية دون قيود، هنا أتذكر مقولة الفيلسوف بليز باسكال: «يقود التطرف إلى التهور، ويفضي الاعتدال إلى الحكمة».

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر