5 دقائق

القائد المثالي

الدكتور علاء جراد

أختتم اليوم الحديث عن القيادة بتناول سمات القائد المثالي الذي يصلح لكل العصور والمواقف، ذلك القائد الذي يخصص الوقت الكافي لكل عضو في فريق العمل ليتفهّم قدراته وإمكاناته، وحتى سماته الشخصية، وقبل ذلك يتفهم جيداً ويدرس باستيعاب سياق العمل بمؤسسته والبيئة المحيطة بها من ناحية مواطن القوة والضعف، وكذلك الفرص والتحديات التي تواجهها، هذا القائد لا يعمل وفق نمط واحد، ولكن يتعامل مع كل فرد من الفريق بطريقة مختلفة تتناسب مع فهم إمكانات ونفسية ذلك الفرد، فهو مدرب أحياناً ومدرس أحياناً وموجّه في مواقف أخرى، وحاسم مع من يحتاج إلى الحسم، كذلك هو ديمقراطي في بعض المواقف، وفي مواقف أخرى يعطي تعليمات مباشرة ومحددة حينما يكون الفريق لم ينضج بعد وبحاجة إلى توجيه مباشر ومحدد. هذا القائد يسمى القائد الموقفي أو الظرفي، وتلك هي القيادة الظرفية أي التي تتغير بتغير الظرف والسياق (Situational Leadership).

أعتقد أن أفضل أنواع القادة هم الذين يتأقلمون مع طبيعة ووضع فريق العمل، وبدلاً من الإصرار على تطبيق أسلوب معيّن قد لا يتماشى مع ثقافة وظروف المؤسسة، يقومون هم بمعايرة نمط عملهم وضبطه حسب طبيعة كل فرد في الفريق، وقد لخص دانييل جولمان، الخبير والباحث الأهم في الذكاء العاطفي، ست سمات أو أنماط للقائد الموقفي، هي: الموجّه أو الكوتش، حيث يعمل القائد مع كل فرد لتنميته وتطويره شخصياً وكذلك وظيفياً، ويصلح هذا النمط للأفراد الذين يدركون مواطن القوة والضعف لديهم ومستعدون للتغيير، ثم واضع الأهداف حيث يقوم القائد بوضع مهام طموحة للأفراد ويساعدهم على تحقيقها ويكون معهم يداً بيد، والقائد الديمقراطي الذي يتشاور مع فريقه ويأخذ آراءهم في معظم القرارات، ولكن لا يصلح هذا النمط في حال عدم توافر الوقت لإنهاء المهام، والقائد الودود الذي يهتم أكثر بنفسية أعضاء فريقه والعمل على رفع روحهم المعنوية وإيصالهم لمستوى بقية أعضاء الفريق، ويستغرق ذلك بعض الوقت وقد يؤثر في الأداء إن لم يطبق بحكمة، والقائد المرجعي المتمكن من تخصصه وقدرته على حل المشكلات، والذي يستطيع دمج كل الفريق في العمل، ثم القائد الحازم الذي يخبر أعضاء الفريق بما يجب فعله بالتحديد، ويصلح هذا النمط عند الأزمات والطوارئ. وكما سبق القول كل هذه السمات هي للشخص نفسه، لكنه يحدد أيها يستخدم حسب الظرف.

كما سبق القول فإن معرفة طبيعة وسمات القائد الذي نعمل معه تساعد على إنجاز العمل، وأيضاً من المهم أن نعرف أنفسنا جيداً، خصوصاً إذا كنا في موضع المسؤولية.

أفضل أنواع القادة هم الذين يتأقلمون مع طبيعة ووضع فريق العمل.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر