5 دقائق

التوطين ليس بالكلام

خالد السويدي

هكذا بين ليلة وضحاها تحوّل الذين يمارسون أسوأ الممارسات في تطفيش المواطنين إلى مناصرين لقضية التوطين، وبات من كان شاهداً عليهم، مشدوهاً من ذلك المنقلب، بعد رسالة الموسم الجديد التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قبل فترة بسيطة.

- لدينا آلاف الخريجين

في مختلف التخصصات،

خصوصاً في مجال

التعليم.

وفي خضم الاستياء العام من هذا الملف، يفاجأ المتابعون بتعيينات خارج السياق تماماً، والسؤال المطروح: هل خلت الدولة من الكفاءات التي يعتمد عليها ليتم تعيين أشخاص من بلاد الواق واق؟ أيعقل أن تخلو الدولة التي تدير مؤسساتها مشروعات بمليارات الدولارات من أصحاب الخبرة؟ أم أن الموضوع يتعلق بالإعجاب بأصحاب العيون الخضراء والزرقاء.

التوطين يتعين ألّا يتحول إلى مجرد تصريحات، فلا فائدة من الكلام إن لم يحل المشكلة، التي باتت تؤرق الكثير ممن يبحثون عن فرص مناسبة للعمل، ولا أقصد هنا تلك الفرص الوهمية المنتشرة التي اتضح أنها تبيع الوهم بشروط غير منطقية.

تخيّل أن إحدى الجهات عرضت وظيفة براتب 5000 درهم، واشترطت أن يكون العمر 18 سنة وحاصلاً على شهادة عليا مع خبرة خمس سنوات، أي أنه بدأ الدراسة بعد ولادته مباشرة ليتخرج ويحصل على الخبرة اللازمة في هذا العمر، وإعلان آخر عن وظيفة لمدة ستة أيام في الأسبوع براتب مقطوع 5000 درهم، بل المثير للعجب وجود إعلانات عن وظائف من دون راتب لاكتساب الخبرة فقط لا غير.

لدينا آلاف الخريجين في مختلف التخصصات، خصوصاً في مجال التعليم، ولا أعلم لماذا تقوم وزارة التربية والتعليم باستقدام العديد من المعلمين والمعلمات الأجانب، بالرغم من وجود مواطنين ومواطنات قادرين على العمل، تقول إحداهن إنها تقوم بالتدريس منذ ست سنوات بنظام المياومة، وإلى يومنا هذا لم يتم تعيينها، وتتساءل لماذا لم يتم تثبيتها حتى الآن، بينما يتم استقدام المئات من خارج الدولة، مع أن المواطن أحق بهذه الوظائف.

يقول سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان: «المؤسسات التي تتهاون أو تتلاعب في أرقام التوطين هي جهات تطعن في أمن الوطن واستقراره»، تحضرني هذه المقولة وأنا أرى وأسمع وتصلني عشرات الشكاوى عن جهات يفترض أنها وطنية، إنما ما تمارسه في هذا الملف لا يمتّ للوطنية بأي صلة.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر