كـل يــوم

مفتاح النجاح من محمد بن راشد للجميع!

سامي الريامي

«نحن دولة تملك الشجاعة لتواجه الحقائق، وتراجع الحسابات، وتعدل الاستراتيجيات بشكل مستمر، للانطلاق بأقصى سرعة».. جملة من أهم الجمل التي قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في رسالته إلى المواطنين والمسؤولين مع بداية الموسم الجديد للعمل والإنجاز، فلنتدبرها جميعاً، مسؤولين ومواطنين، رؤساء ومديرين ومرؤوسين وموظفين، ففيها وصفة ضرورية وحيوية من أهم وصفات النجاح، وهي شجاعة إعادة الحسابات والقرارات، وشجاعة تصحيحها وتقويمها إن كانت غير مناسبة أو خاطئة، فالاستمرار في الأخطاء أخطر وأكبر أنواع الأخطاء!

نُدرك جميعاً أن القوانين والقرارات التنظيمية الحيوية والمهمة تصدر بمرسوم من أصحاب السمو الشيوخ، فهم يصدرونها بوصفهم أعلى سلطة في الإمارة بحكم القانون، لكن الدوائر الحكومية والمسؤولين فيها هم من يُعد هذه القوانين والقرارات ليرفعوها بعد ذلك للاعتماد، وبوصفهم مسؤولين تنفيذيين، فإنهم دون شك يحظون بثقة عالية تجعلهم أهلاً لوضع التنظيمات والقوانين المناسبة لتسيير أمور الدوائر، ووضع النظم والأطر القانونية المناسبة.

لذلك فمن مسؤوليات هؤلاء المسؤولين التنفيذيين أيضاً إعادة دراسة القوانين كل فترة زمنية، لضمان مواكبتها لجميع المتغيرات والمستجدات، ولضمان تحقيق المرونة المطلوبة لصالح المواطنين والمجتمع، ومن مسؤولياتهم أيضاً التسهيل على الناس والتخفيف عنهم، وكما نعلم جميعاً فإن أصحاب السمو الشيوخ لا يرفضون أي تغييرات على أي قانون من أجل المصلحة العامة ومصلحة المواطنين، لذلك فالتمسك بالقوانين غير المناسبة، وترديد عبارة «هذا قرار الشيخ»، لصد أي مراجع أو مواطن؛ أمران غير مقبولين، لأن العبارة غير صحيحة، فأصحاب القرار كما رأينا وتأكدنا في «رسالة الموسم الجديد»، يعملون ليل نهار لمصلحة المواطن البسيط، والأهم أنهم يملكون الشجاعة والجرأة لمواجهة الحقائق ومراجعة الحسابات وتعديل الاستراتيجيات، كما قال وفعل محمد بن راشد.

لنأخذ المثال الأكبر والأوضح والأبرز، فسموه كان ولايزال الداعم الأول لتنشيط القطاعات الاقتصادية، من ضمنها القطاع العقاري، لكن ذلك لم يمنعه أبداً من الإعلان عن نيته إعادة ضبط هذا القطاع في رسالة الموسم الجديد، ثم أتبع نيته بقرار تنفيذي فوري، يقضي بتشكيل لجنة يترأسها نجله المُحنك جداً، والدقيق جداً، سمو الشيخ مكتوم بن محمد، الرجل الذكيُّ جداً الذي لا تفوته الأمور الصغيرة قبل الكبيرة. ومهمة هذه اللجنة الأساسية هي ضبط إيقاع المشروعات العقارية أولاً، وتحقيق التوازن بين العرض والطلب ثانياً، وضمان عدم منافسة الشركات العقارية شبه الحكومية للقطاع الخاص، فهل هناك جرأة وشجاعة وحب للمصلحة العامة أكثر من ذلك؟!

الدور الآن على جميع الدوائر والمؤسسات، وكل مسؤول، وموظف، وكل مواطن أينما كان موقعه، أن يُعيد حساباته ويواجه الحقائق المتغيرة، ويراجع قراراته وتصرفاته كافة، ويُعيد تقييمها وفقاً لرسالة الشيخ محمد بن راشد، ليعرف بعدها كيفية توجيه المسيرة، فلا شيء ثابت، ولا شيء لا يقبل التعديل والمساس، فقط نحتاج إلى الجرأة والشجاعة لتغيير سلوكياتنا وقراراتنا إلى الأفضل، وها هو محمد بن راشد يُعطينا مفتاح النجاح على طبق من ذهب.. فهل لايزال البعض متردداً في فك «تابوهات» وقيود الماضي، والانطلاق نحو المستقبل الأفضل؟!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر