5 دقائق

الكرسي للأجدر

خالد السويدي

بدأت منذ يومين عملية تسجيل المرشحين لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي في خطوات مستمرة لتعزيز مسار العملية الديمقراطية في الدولة، تأتي هذه الانتخابات لتعطي الفرصة لأكبر شريحة من المواطنين للمشاركة سواء كان ذلك من خلال الترشح أو من خلال التصويت للمرشحين.

يفترض بهذه الدورة أن تكون أكثر نضجاً في ما يتعلق بالمرشح والناخب على حد سواء، لا مجال لمرشح أن يطلق الوعود الواهية التي لا يصدقها عاقل، ولا تلك الخالية من المنطق، ولا البرنامج الانتخابي الذي يعلم في قرارة نفسه أنه غير قابل للتطبيق.

ستكون قوة المجلس من نوعية الأعضاء الذين يمثلونه، يفترض بالعضو أن يكون ملماً بالقوانين، يناقش بموضوعية، يعرف ما له وما عليه وما المطلوب منه تجاه الوطن، ويقترح المواضيع التي تهم أكبر شريحة من المواطنين، وأن يقف مع المصلحة العامة بعيداً عن أي مصلحة شخصية.

من يصل للمجلس يجب أن يعي أنه ممثل للشعب الإماراتي بكافة أطيافه، لا مكان فيه لطائفة أو مذهب أو حزبية، وليس محسوباً على الحكومة الاتحادية أو الإمارة أو منطقة أو قبيلة معينة، جميع الأعضاء سواسية تحت قبة المجلس، لا تفضيل لعضو على آخر بسبب آرائه ومواقفه وأفكاره تجاه أي قضية أو مشروع.

المجلس الوطني بحاجة إلى أعضاء متفرغين لا يجمعون بين مناصب عدة.

على الجانب الآخر، الناخب الحريص على وطنه يبتعد عن القبلية عند التصويت، لا يصوت لمرشح لأنه من نفس القبيلة أو عاش معه في نفس الفريج، أو لأنه يسهر معه في نفس المكان، المعيار الصحيح في التصويت أن يكون للأفضل والأجدر والمخلص والقادر على أن يناقش قضايا وهموم المجتمع، وأن يخدم وطنه بتفانٍ وإخلاص وتجرد.

باختصار شديد، الميدان يا حميدان لكل من يريد أن يرشح نفسه، ومن سيمارس حق التصويت يجب أن يعي ويعرف أن صوته أمانة، ومصلحة الوطن مقدمة على مصلحة أي كائن كان حتى وإن كان أخيه من أمه وأبيه.

المجلس الوطني بحاجة إلى أعضاء متفرغين لا يجمعون بين مناصب عدة.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

 لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر