5 دقائق

عيب

خالد السويدي

كنت أتصفح ألبوم صور لوالدي، رحمة الله عليه، فوجدت صوراً عدة، يرتدي فيها اللباس العسكري، حيث تطوع في بداية السبعينات للتدرب مع الفدائيين الفلسطينيين، تلك الصور أخذتني بعيداً لأتذكر كيف كنا نتفاعل مع ما يحدث في الأرض المحتلة، نشعر بالقهر من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، نشجع زملاءنا ونهتف لهم، ونتغنى بالأراضي المقدسة، لم تكن تلك شعارات بقدر ما كانت محفورة في قلوبنا من حب وتقدير لأهالينا في فلسطين، ورغبة منا في أن يعود الحق إلى أهله.

المتابع للشأن الفلسطيني يعلم بأن دولة الإمارات سعت جاهدة - منذ قيامها - لمساعدة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، ولازلت أتذكر كيف كانت الدولة تستقطع مبالغ في معظم المعاملات تسمى «رسوم فلسطين»، ولا يمكن أبداً نسيان حملات التبرعات أيام المدارس، وكم كنا ندفع من جيوبنا نصرة للقضية العربية الأولى.

مليارات من الدراهم أنفقتها المملكة العربية السعودية والإمارات على القضية الفلسطينية، مجمعات سكنية عدة، ومستشفيات، وغيرها، تم بناؤها بهذه الأموال، حتى في تلك الأوقات التي كشف فيها البعض عن نكرانه للجميل لم تتوقف هذه المساعدات.

في هذه الأيام كثرت تلك التسجيلات المسيئة، وللأسف بدلاً من أن تكون موجهة للاحتلال نراها توجه للإمارات والمملكة العربية السعودية على وجه التحديد، كأن كل مشكلات الدنيا التي يعيشها الفلسطيني سببها الأول والأخير الإمارات والسعودية، وليت هذه الاتهامات والإساءات تصدر من ناس جهلة، بل للأسف تخرج من سياسيين ومثقفين، وغيرهم، يتهموننا ببيع القضية!

بطبيعة الحال لا أعمم على الإخوة الفلسطينيين، فهناك العديد منهم الذين تربينا معهم، ونعرف أخلاقهم ومواقفهم التي لا يمكن أن يعكر صفوها الشرذمة الباغية الناكرة للجميل، التي يتضح أن ولاءها ليس للقضية بقدر ما هو لمن يدفع أكثر، لذا نصيحتي للإخوة الذين لا يكفون عن التطاول على الإمارات والسعودية، بأن يلتفتوا إلى مشكلاتهم، ويعيدوا حساباتهم، ويحاسبوا الخونة منهم، وأن يعرفوا العدو الحقيقي الذي تعودوا على استقباله بالقبلات والأحضان في كل مناسبة.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر