ملح وسكر

عاد «الملك»

يوسف الأحمد

■■ في الأسابيع الأخيرة من عمر الدوري، احتدم الصراع على لقب البطولة، ووصل ذروته في الجولة قبل الأخيرة، التي حُسم فيها اللقب، وعاد الملك ليتربع على عرش الدوري، بعد غياب امتد لأكثر من عقدين من الزمان. ورغم أن التنافس المحموم في منطقة الصدارة قد حضر متأخراً في فصوله الأخيرة، إلا أن اللقب انحاز للشارقة الذي كان الأقرب إليه، عطفاً على حصيلته الفنية، ثم فارق النقاط مع وصيفه ومطارده شباب الأهلي، الذي حصل على خدمة جليلة من الوصل في الجولة الماضية، أسهمت في اتساع رقعة الأمل الحمراء، وتمنى خلالها سقوطاً وتعثراً جديداً للملك أمام أصحاب السعادة، أملاً في تحويل الحسم إلى لقاء الفصل في الجولة الأخيرة.

فقد كانت أمنية رمضانية للفرسان بكسر الفارق، وتجهيز أنفسهم نداً ومنافساً على الدرع الذي فتح شهيتهم لالتهام البطولة الثالثة، وتحطيم الرقم القياسي هذا الموسم، لكن ذلك دق ناقوس الخطر في ملعب العنبري وفرقته، الذين عانوا ضغطاً رهيباً حاصرهم من كل جانب، واستنزف طاقة وتركيز أفراده في الأسابيع الماضية، إذ أبلوا بلاءً حسناً، وتحملوا تلك الضغوط الكبيرة، حتى تمكنوا من تجاوزها بإبعاد الخطر الذي هددهم أخيراً، بعد أن نجحوا في ترجمة التركيز والتوازن الانفعالي إلى انتصار ثمين في لقاء الوحدة المصيري، حيث كانت ليلة بيضاء ناصعة، مثلما خطت أنامل «سلطان القلوب» الشعار الجديد الذي راهن على قراره في الدمج، لينجح بعد سنتين ويقطف أغلى وأجمل ثمرة، معيداً فيها البسمة إلى الإمارة الجميلة، التي احتفلت من شرقها إلى غربها، مرددةً بصوتٍ واحد «عاش الملك»!

■■ قد يكون الدرس الأغلى والأصعب في هذه السنة بعد ليلة قاهرة ستُكتب في تاريخ ليالي دوري أبطال أوروبا، بل لن تُمحى من ذاكرة عشاق الفريقين أبداً، حيث فعل ليفربول المستحيل، وصنع معجزة جديدة بعد 14 عاماً من معجزة إسطنبول، عندما كان متأخراً بثلاثية أمام ميلان، ونجح في التعادل واقتناص اللقب حينها. فلم يكن أسوأ البرشلونيين يتوقعون هذا السيناريو القاسي، الذي عاشوا معه ليلة من أحلك الليالي بعد أن ضاع حلمهم الذي انتظروه طويلاً لينتهي ويصبح أضغاث أحلام وكابوساً مزعجاً من الصعب نسيانه. بينما أظهر ليفربول تميزاً في الأداء والتزاماً ومثابرة، ترجمها لاعبوه إلى أسلوب في مواجهة خصمهم العنيد، لكن الأمر تطلب أدوات أخرى لوقف القوة المرعبة لخصمهم، حيث صنع الألماني كلوب توليفة من الحماس والمهارة والخبرة لتحجيم ميسي ورفاقه، وهو ما جعل الفوز ينحاز لجهدهم وإصرارهم العجيب. لذا فإن القدر كتب النهاية لذلك المشهد الدرامي، بعد أن اعتمد الإنجليز على عنصري الحماس والروح ليكونا مفتاحاً للفوز، فهي ليست مصادفة أو اجتهاداً بقدر ما هو سلاح خفي تمتلكه وتعرف كيف ومتى يكون استخدامه

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر