5 دقائق

«سبويلر أليرت» أو كشف المفاجآت!!

عبدالله القمزي

كثر الحديث هذه الأيام عما يفعله بعض الحمقى من العرب على «تويتر» من كشف تفاصيل حلقات الموسم الثامن والأخير من مسلسل «لعبة العروش»، في تغريدات مخادعة على شكل صورة شخصية من المسلسل كتب عليها كيف تموت أو كشف سر من الحلقة في آخر تغريدة تبدأ بخبر رياضي لإفساد متعة المشاهدة على الجمهور.

ولنعترف أن مجموع مشاهدي «لعبة العروش» أكثر جداً من مشاهدي مسلسلات العقد الماضي ومشاهدي مسلسلات العقد السابق أكثر من جمهور مسلسلات التسعينات وهكذا، بسبب تطور التقنية وإتاحة المسلسلات للجمهور العالمي. اليوم الناس تتحدث عن العمل الفني وتنتشر عملية كشف تفاصيله بسهولة بسبب «السوشيال ميديا» أكثر من أي وقت مضى.

تطورت صناعة التلفزيون الترفيهية عبر السنوات بفضل التقنية ومعها تعلم كتاب المسلسلات كيف يكتبون نصوصاً عالية الجودة وشخصيات لا تنسى. ويفعلون ذلك بسرعة تتناسب مع مدى قدرة الجمهور على استيعاب وتحليل التفاصيل.

فعندما تصل إلى مرحلة تجد نفسك فيها منغمساً في قصة سواء مسلسل أو فيلم أو كتاب أو مسرحية، فاعلم أن عقلك لم يعد يميز في تلك اللحظة بين الواقع والخيال، وهذا يعود بالدرجة الأولى لبراعة الكاتب وقوة أداء الممثلين وأخيراً بفضل إتقان توظيف المؤثرات الخاصة.

لكن السؤال: لماذا يغضب الكثير منا جراء إفساد مفاجآت الأعمال الترفيهية؟ السبب أن الشخص عندما ينغمس في مشاهدة عمل معين يبدأ عقله في تكوين علاقة تصديقية مع ما يراه وتصبح القصة واقعاً في وعيه، ولا يشتت ذلك سوى إفساد القصة بكشف تفاصيلها لأن تلك العلاقة تنقطع فوراً ويخرج المشاهد من منطقة خيال العمل الفني ويعود إلى الواقع ويصعب بعدها العودة إلى القصة مجدداً، لأن النهاية معروفة وانتفى عامل الفضول. وهذا يتطابق مع ما يحدث في الواقع لأننا نبقى فضوليين يومياً لمعرفة أحداث المستقبل.

بالعربي: عام 1991 حظيت الحلقة الأخيرة من مسلسل «دالاس» الأميركي بثاني أعلى مشاهدة في تاريخ المسلسل، وعندما أرسلت الحلقة على أشرطة بالطائرة إلى بريطانيا استأجرت القناة مالكة حقوق البث حرساً لحماية الأشرطة حتى وصولها إلى مقرها. وفي عام 1957 سمع الناس في الصالات صوتاً مسجلاً في نهاية فيلم «شاهد للادعاء» يحثهم على كتمان مفاجأة النهاية التي حجبها المخرج بيلي وايلدر عن ممثليه حتى تصوير المشهد الأخير. أما الراحلة مارلين ديتريك فقد حرمت «أوسكار» بسبب تلك المفاجأة! لن تفهموا السبب حتى تشاهدوا الفيلم!

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر