5 دقائق

أهلاً رمضان

خالد السويدي

عندما ترى تلك الحشود المتدافعة، واختلاط الحابل بالنابل على الجمعيات التعاونية ومنافذ البيع قبل بداية شهر رمضان الكريم، تشعر بأنّ الشهر قد حضر فجأة دون سابق إنذار، وكأن كل من يعيش على هذه الأرض لا علم له لا من قريب ولا من بعيد باقتراب الشهر الكريم.

- عندما يقوم كل واحد

منا بتنظيم يومه في

رمضان، لن يتذمر، ولن

يشتكي.

في هذه الأيام من كل عام تحدث أمور عجيبة غريبة، السائقون يتقاتلون في ما بينهم على من له أحقية الوقوف، وفي الجمعيات ستصادف صديقك أو قريبك الذي لم تلتقِ به منذ سنوات، وستكتشف أن شراب «فيمتو» قد تحوّل إلى سلعة استراتيجية مطلوبة من الصغير والكبير على حدّ سواء، وكأن الصيام لا يكتمل إلا بشربه على مائدة الإفطار، ناهيك عن الخلافات التي تنشب بين المتسوقين على سلعة معينة أو أثناء الوقوف في طابور دفع المشتريات.

عادات وتصرفات سيئة ارتبطت بالشهر الفضيل، هذه العادات التي أقحمناها عنوة في هذا الشهر لا تتفق نهائياً مع روحانيته، فلقد تحول منذ سنوات إلى شهر للكسل ومد «البوز» أثناء فترة العمل الصباحي، تأتي بعدها فترة ملء الكرش، لتطفح بعدها حاويات القمامة ببقايا الطعام التي تكفي للقضاء على مجاعات دول العالم، ثم بعد صلاة التراويح تبدأ مرحلة السهر حتى الفجر في الخيام الرمضانية والمجالس، ليأتي الصباح ويقول الواحد منا بكل برود: اللهم إني صائم.

أعترف أنه من الصعب جداً تغيير تلك العادات التي ارتبطت بنا في هذا الشهر، بداية من شراء المواد الغذائية، وانتهاءً بالكسل والتجهم الذي نفرضه على أنفسنا طوال فترة الصيام، إلا أن ذلك لا يمنع أن يحاول الواحد منا تغيير هذه العادات، فلا مشكلة في أن يتم شراء المواد الغذائية التي يحتاجها قبل أسبوع من بداية الشهر، وأن ينظم الإنسان يومه في رمضان، بحيث يأكل باتزان، ويرتب ساعات نومه، ليتمكن من العمل صباحاً بمزاجٍ مناسب، وابتسامة تدوم طويلاً.

عندما يقوم كل واحد منا بتنظيم يومه في رمضان فلن يتذمر، ولن يشتكي، يمكن أن يصوم وينجز عمله، ويتناول ما يشتهيه من طعام، ويقضي وقتاً سعيداً مع الأهل والأصدقاء، كل ذلك باختصار قابل للتنفيذ بشرطٍ واحد، أن يستخدم عقله بشكلٍ سليم، وألا يجعل جُلّ تفكيره مرتبطاً بمعدته الخالية.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر