5 دقائق

الأولمبياد الخاص يجمعنا

خالد السويدي

لا أخفي عليكم أنني كنت أستغرب الاهتمام الشديد في وسائل الإعلام الإماراتية باستضافة الأولمبياد الخاص، الذي تم افتتاحه الأسبوع الماضي في العاصمة أبوظبي، هذا الاهتمام أثار لدي الفضول الشديد لمتابعة حفل الافتتاح وجانب من المسابقات الرياضية، التي تم بثها على القنوات الرياضية، في سعيي للحصول على إجابة لهذا الاستغراب.

عندما تابعت حفل الافتتاح، وشاهدت تلك الفرحة التي ارتسمت على وجوه المشاركين، أدركت أنها مناسبة غير عادية، لفت نظري عدد من أصحاب الهمم الذين قدموا جانباً من حفل الافتتاح، أصبت بالدهشة وأنا استمع لإحدى مقدمات الحفل من متلازمة دوان، كنت أنظر إليها بنظرات الإعجاب والفخر لقدرتها على الحديث والتقديم دون أن تشعر بأي ارتباك.

مناسبة رياضية إنسانية تتجلى فيها الروح الجميلة، والتنافس الشريف، والاحتفاء بأصحاب الهمم الذين يشاركون في تظاهرة تعني الكثير لهم، تظاهرة تقربهم إلينا وتقربنا إليهم، مشاهد عديدة خلال الرياضات المختلفة جعلتني عاجزاً عن التعبير، مكتفياً بالدموع التي اغرورقت بها عيناي.

والدة البطل الإماراتي عبدالله جاءت دموعها عفوية، بعد فوز ابنها البطل في سباق 50 متراً سباحة، إذ لا تملك إلا أن تتأثر به، بينما احتفل أحد الأبطال بطريقته الخاصة، مقلداً كبار الرياضيين، فشاهدنا والدته تشجعه وتبكي بحرقة، لم يكن بكاء الضعفاء ولا دموع الشفقة، بل كانت دموع الفخر والاعتزاز بهذا الإنجاز.

الأولمبياد الخاص ليس مناسبة رياضية فحسب، إنها أكبر من ذلك بكثير، إنها تعني الاحتفاء بأولئك الذين قد نتوهم أنهم أقل منا، أو يختلفون عنا، بينما هم ليسوا كذلك على الإطلاق، هؤلاء جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع، يشاركوننا العيش فيه، يتحدون الإعاقات بطرق مختلفة تستحق الإشادة والتقدير.

درس كبير تعلمته أثناء متابعتي لفعاليات الأولمبياد، فهناك الكثير ممن يعانون الإعاقات بأنواعها، إنما الإعاقة الحقيقية ليست في الجسد، بل الإعاقة الحقيقية في الفكر المنحرف الذي يضر الآخرين.

من حق كل إماراتي أن يفتخر بهذه الاستضافة، وبدولة الإمارات التي تستضيف البطولة، ويفتخر بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي كانت له اليد الطولى في استضافة هذا الحدث الراقي الجميل، شكراً لدولة الإمارات، وشكراً للشيخ محمد بن زايد، وشكراً لجميع المنظمين والمشاركين.

• مشاهد عديدة خلال الرياضات المختلفة جعلتني عاجزاً عن التعبير مكتفياً بالدموع التي اغرورقت بها عيناي.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر