5 دقائق

صديقي الخربوط

خالد السويدي

صديقي «عبدالغني شربت» شخصية هادئة جداً في تعامله مع الآخرين، بالكاد تسمع صوته عند أي نقاش، يعشق التحدث عن الرومانسية والإنسانية والموسيقى، يطير فرحاً وتحمر وجنتاه المكتنزتان عندما يتلقى المديح من الجنس اللطيف في مقر العمل، بينما يشعر بالشك والريبة من أصدقاء العمل، ويعتقد أنه مستهدف من أعداء النجاح، لذلك يحاول قدر الإمكان الابتعاد عن الأشخاص الذين يواجهونه بحقيقته.

شخصية عبدالغني مختلفة جداً في وسائل التواصل الاجتماعي، يبحث عن الشهرة بأي طريقة كانت، حتى لو تسبب ذلك في أن تناله سهام الانتقاد من جميع الاتجاهات، يحاول جاهداً أن يبدو قوياً لا تهزه الرياح العاتية، بينما يعاني الانكسار حتى لو تظاهر بغير ذلك، يتناقض مع نفسه في مواقف كثيرة، ويأتي بالعجائب بين فينة وأخرى ليكون حديث الساعة.

يلبس قناعاً اجتماعياً لا يليق به، متسلحاً بالمثالية الزائفة والعبارات الدافئة فيما يطلق عليه لقب «السيكوباتية المهذبة»، يسوق لنفسه بطرق تمتاز بالخبث والدهاء، ينجر خلفه الكثير من الذين ينخدعون بكلماته المعسولة، فينال الصيت الذي يرغب فيه، ويعوض حالة النقص التي يعانيها في حياته الواقعية.

يقول الراحل ونستون تشرتشل: «الحقيقة لا تقبل الجدل، الخبث قد يهاجمها، والجهل يسخر منها، ولكن في النهاية الحقيقة لا تتغير»، فلا غرابة أن نصادف الكثير من أمثال عبدالغني، الذين يتعمدون إثارة الجدل، والسباحة عكس التيار، بحثاً عن الشهرة السلبية، فيتطاول عليهم «من يسوى ولا يسوى» من فئات المجتمع، تارة يثيرون نقطة خلافية بطريقة مستفزة، وتارة يقللون من أعمال شخصيات عظيمة، أجمع العالم على أنها قدمت الخير للبشرية، وحتى يكتمل المشهد لابد من فترة إلى أخرى أن يهاجموا ثوابت الدين.

ليس عيباً أن يكون للإنسان رأي لا يتفق مع البقية، ولا أن يفكر خارج الصندوق مخالفاً لسلوك القطيع، ولا أن يطرح أفكاراً جديدة قد تكون مرفوضة من قبل البعض رغم صحتها، إنما العيب كل العيب أن يتعمد الشخص استفزاز المجتمع بآراء «خربوطية» من أجل الشهرة والرغبة في أن يكون حديث الساعة، وهو بذلك يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه شخص رخيص.

• ليس عيباً أن يكون للإنسان رأي لا يتفق مع البقية، ولا أن يفكر خارج الصندوق مخالفاً لسلوك القطيع.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر