رأي رياضي

الاحتراف الحقيقي

حسين الشيباني

سيظل الاحتراف الحقيقي في لعبة كرة القدم مرتبطاً بالدوريات العالمية، خصوصاً في أوروبا بصفتها أول من عرف وجرب وطبق الاحتراف، ويكفي أنها سبقتنا بعشرات السنين في تجربة لاتزال حديثة بدورياتنا المحلية والخليجية.

- اللاعب الإماراتي

(مدلل) وينتظر عرضاً

مالياً كبيراً من الأندية

الأوروبية.

لكن يبدو أننا نسينا التمسك بفكرة تصدير المواهب للغرب، كما نتذكر دائماً استيراد المواهب منه، خصوصاً إذا ما أردنا البحث عن مقومات تطوير اللعبة بدورياتنا ومنتخباتنا الوطنية.

نبحث عن إجابة لأسئلة تبدو منطقية.. لماذا لا يحترف لاعبونا في دوريات أوروبية؟ ولماذا ترفض المواهب الخليجية صقل قدراتها في المصانع الحقيقية لكلمة (الاحتراف) في كرة القدم؟ ومَن المسؤول عن فشل اللاعب الإماراتي خارجياً؟

الأندية تمتلك الآلاف من اللاعبين سواء مع الفريق الأول أو المراحل السنية، وبينما المحصلة لتجربة الاحتراف ولا لاعب (صفر)!

طالما كان لاعبونا يفضلون البقاء في القصور العاجية التي صنعوها لأنفسهم ويتمتعون بملايين الأندية المحلية الغنية التي تنفق عليهم ببزخ ودون حسيب أو رقيب.

والمفارقة أن لاعباً لا يؤهله مستواه للحصول على 600 ألف دولار سنوياً بأي نادٍ أوروبي، تجده ينتقل من نادٍ إلى آخر بدورياتنا المحلية بمبلغ قد يتخطى 20 مليون درهم أو ما يعني 10 أضعاف سعره الحقيقي، ولم لا؟ طالما كان المال وفيراً والخزائن مملوءة، ومسؤولو الأندية لا يعرفون كيف وأين ومتى ينفقون؟

أنديتنا تتحمل مسؤولية فشل لاعبيها في الاحتراف الخارجي والسبب بسيط لا يوجد إنسان عاقل يضحي في بلده بـ20 مليون درهم ودخل سنوي وسيارات فارهة وسهرة واسعة ونجومية طاغية، دون أن يبذل مجهوداً يذكر، ثم يتجه إلى أوروبا ليبدأ من الصفر ويدخل في تحديات يومية ويتدرب لفترات قد تصل إلى خمس ساعات مقسمة على فترتين يومياً بلا رحمة، فلماذا نطالب اللاعب الإماراتي بتطوير مستواه طالما وجد (صاروخ الثراء السريع) نحو تحقيق أحلامه ورغباته، وفي كثير من الأحيان (نزواته)؟

اللاعب الإماراتي (مدلل) وينتظر عرضاً مالياً كبيراً من الأندية الأوروبية، ورغم بدايات العقود في مثل هذه الحالات لا تزيد على مليون دولار للاعب وناديه.

ضرورة تفكير اللاعب الإماراتي في البدء من دوريات أوروبية من الدرجة الثانية، مثل الدوريات في تركيا وبلجيكا وسويسرا واليونان، وهي الدوريات التي يمكن أن تكون محطة أولى لإعدادهم فنياً وبدنياَ قبل مواصلة المشوار في بقية الدوريات الكبرى.

يجب أن تبادر الاتحادات وتسهل مهمة احتراف لاعبيها، بل وتسعى لتقليد النموذج الياباني، الدولة التي تخرج لاعبيها إلى أوروبا وهم صغار حيث يتعلمون الاحتراف، ويحصلون على النتائج الإيجابية وحتى لو لم ينجح اللاعب في أوروبا فهو يفيد المنتخب لأنه سيكون قد عاش حياة المحترفين.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر