5 دقائق

لا أخلاق ولا أدب

خالد السويدي

مضحكة جداً تلك الدعوات الرسمية التي خرجت من قطر تطالب باحترام الرموز والابتعاد عن السب والشتم في ما يتعلق بالأزمة الخليجية، علماً بأنها ليست المرة الأولى التي تمر علينا مثل هذه الدعوات والتصريحات من قنوات رسمية قطرية، إنما على أرض الواقع وما نشاهده يومياً يثبت عكس ذلك الكلام جملة وتفصيلاً.

«المشكلة عندما

يتحول المسؤول

إلى قدوة سيئة

لغيره، فيتفوّه بأقذر

العبارات ويهبط إلى

مستوى دنيء

من سوء الخلق».

عندما تخصص دولة جميع أجهزتها الإعلامية للنيل من دول المقاطعة، وتمارس الفبركة والتدليس والفجور في الخصومة، وتعمل على مدار الساعة للانتقاص من رموز هذه الدول بتقارير وبرامج تلفزيونية مدفوعة الأجر، ثم تحض على الحوار وعدم التعرض للرموز والشخصيات، فهذا تناقض ومرض نفسي يحتاج إلى تدخل طبي سريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من اللوثة العقلية التي أصابت المسؤولين المعنيين في قطر.

كثيراً ما أكرر أن المشكلة ليست في الناس العاديين الذين قد يتجاوزون حدود الأدب ويتطاولون على الرموز والشخصيات المعروفة، إنما المشكلة عندما يتحول المسؤول إلى قدوة سيئة لغيره، فيتفوه بأقذر العبارات ويهبط إلى مستوى دنيء من سوء الخلق.

البعض انسلخ من المبادئ والأخلاق، لم يكتفوا بشتم الحكام والمسؤولين، بل أخذتهم العزة بالإثم، وصاروا يتطاولون على الأموات، وليت هؤلاء الأموات قد اقترفوا ذنوباً أو هجروا شعوباً أو عاثوا في الأرض فساداً، إنما المصيبة أن يكون التطاول على قامة عظيمة، عرفها القاصي والداني بالحكمة والأخلاق الحسنة، إنه الشيخ زايد، رحمة الله عليه، الذي أكرم القريب والبعيد، وكان قدوة حسنة للإماراتيين وغير الإماراتيين، يشهد العالم كله من مشارق الأرض إلى مغاربها على إنجازاته وأفعاله التي تعطي دروساً في الرجولة وبذل الخير والعطاء، ويكفينا فخراً أن يطلق علينا لقب أبناء زايد.

إن الإساءات المتتالية إلى قادة الوطن ستزيد من التفافنا حول قادتنا، وتلك البرامج المسيئة من القنوات المأجورة ستجعلنا أكثر تماسكاً في البيت المتوحد، أما ما يتفوّه به البعض ممّن يحملون لقب (شيخ) في قطر، فلقد علمتني الحياة أن الشيخ بأفعاله وأقواله وأخلاقه قبل أن يرث هذا اللقب من والده وقبيلته.

حقيقة، دائماً ما أتذكّر أن هناك أشياء كثيرة تشترى بالمال، إنما الأخلاق والكرامة لا تُشترى بأي ثمن.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر