5 دقائق

بلوك رسمي

خالد السويدي

الحسابات الرسمية للجهات الحكومية والمسؤولين ليست نوعاً من أنواع البهرجة، بقدر ما يفترض أن يكون الهدف منها أن تكون وسيلة من وسائل التواصل مع الجمهور، فتتعامل معهم كأنها تتعامل معهم على أرض الواقع، وبما يخدم المصلحة الخاصة والعامة على حد سواء.

- من الغريب جداً أن تبادر

حسابات تابعة لعدد

من الجهات الرسمية

بحظر المتابعين، بسبب

تغريدات وشكاوى لم

تعجب القائمين عليها.

شخصياً، لا أعتقد أنه توجد أي فائدة تذكر للجهات والمؤسسات الحكومية على وسائل التواصل الاجتماعي، إن كان دورها مقتصراً على نشر الأخبار وصور المسؤولين فيها، دون أن يكون هناك أي تجاوب مع المتعاملين عبر هذه الوسائل، لترد فيها على الاستفسارات والشكاوى، وتتواصل بطريقة حضارية ومفيدة مع المتابعين.

خلال الفترة الماضية.. كان من الغريب جداً أن تبادر حسابات تابعة لعدد من الجهات بحظر المتابعين، بسبب تغريدات وشكاوى لم تعجب القائمين على هذه الحسابات، بل إن هناك مسؤولين عبر حساباتهم الرسمية قاموا بالإجراء نفسه، ولو كان الحساب للمسؤول أو الجهة غير رسمي لتقبلنا ذلك، أما أن تحث هذه الجهات على التواصل مع الجمهور، ثم لا تتقبل أي انتقاد أو ملاحظة، فهذا أمر لا يمكن القبول به أو استيعابه في وقت تتشدق فيه العديد من الجهات والمسؤولين بالسعادة وخدمة المتعاملين، التي اتضح أنها في أحيانٍ كثيرة مجرد شعارات فقط لا غير.

تخيل أن يحاول أحد المتعاملين مراجعة دائرة حكومية، فيجد نفسه ممنوعاً من دخول هذه الدائرة، لأن المدير أو الموظف يشعر بالضيق من مراجعته، أو لأنه يلح كثيراً لإنجاز المعاملة، أو لأنه وجه انتقادات لعدم خدمته بالشكل المطلوب، بالطبع لن يكون هذا المنع مقبولاً إلا في حالة وجود تجاوز وتصرفات غير مقبولة قام بها المراجع، وبالمثل ينطبق هذا على الحسابات الرسمية في وسائل التواصل الاجتماعي، التي يجب أن تتقبل الآراء والانتقادات بصدر رحب، لأن هدفها الأول والأخير تذليل العقبات وحل المشكلات، وألا يقتصر ذلك على إبراز إنجازات المسؤول والجهة الحكومية، والمبالغة في عملية التلميع الإعلامي.

يردد البعض أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست مكاناً للحديث عن المعوقات والمشكلات، لوجود قنوات أخرى يمكن اللجوء إليها، هنا لا أتفق مع هذا الرأي، فالكثير من الحالات استنفدت كل الطرق لحل المشكلة، ولم تجد الحل إلا عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، التي أثبتت قوتها في مواقف كثيرة، وكشفت كيف أن حقوق الكثيرين كانت ستضيع، لولا وجود هذه المنصات الاجتماعية.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه. 

تويتر