كـل يــوم

مجلس التعاون.. وُلد ليبقى

سامي الريامي

الظروف الصعبة، والتحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها دول مجلس التعاون لا تخفى على أحد، وهو يمر بأصعب وأعقد مرحلة منذ تأسيسه قبل 37 عاماً، لذلك فإن انعقاد قمة دول المجلس، واستمرارية كيانه كمجلس موحّد، هو في حد ذاته إنجاز كبير، فليس من مصلحة أحد أن يتفكك هذا الكيان أو يضعف، بل مصلحتنا جميعاً أن يبقى كياناً قوياً، فهو وُلد ليبقى ويصون ويحمي منجزات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

جهود المملكة العربية السعودية الشقيقة، ونجاحها في لمّ شمل دول التعاون، إضافة جديدة تسجل في التاريخ السعودي المشرف الداعم للعمل الخليجي ووحدة الصف، رغم الظروف الاستثنائية التي تعيشها دول التعاون ودول المنطقة بشكل عام، ورغم تزايد الأخطار المحيطة بنا من كل جانب، ومحاولات دول إقليمية تهديد استقرار وأمن المنطقة، ورغم شذوذ البعض ومحاولاته المستميتة لشق الصف، وإضعاف دول المجلس القوية، وتهديد كيانه، بسبب سياسات طائشة وتبنّي مواقف خارجية معادية، والاعتماد على حلفاء لهم نيات وأجندات لا تنوي لنا الخير بكل تأكيد!

قمة المجلس التي اختتمت أعمالها في الرياض، أول من أمس، ركزت وبشكل واضح على تعزيز العمل الخليجي المشترك، خصوصاً الشؤون والقضايا الاقتصادية التي تمس وتهم مواطني دول المجلس، حيث أكدت الدول أهمية الحفاظ على مكتسبات المجلس، وإنجازات مسيرته التكاملية.

واطّلع المجلس في اجتماعاته على تطورات العمل في هيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية، ووجّه بسرعة العمل على إنجاز الدراسات والمشروعات المتعلقة ببرنامج عمل الهيئة لتحقيق الوحدة الاقتصادية بحلول عام 2025، لاسيما الدراسات المتعلقة باستكمال الوضع النهائي للاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة، وتسهيل انتقال الشاحنات بين الدول الأعضاء، كما أكد المجلس أهمية استمرار تعميق التعاون والتكامل، واطّلع على تقارير متابعة آخر التطورات في مشروع سكة الحديد لدول مجلس التعاون.

رغم كل شيء، ورغم الشذوذ القطري، يبقى مجلس التعاون الخليجي أملاً لكل الخليجيين، ويبقى مشروعاً استثنائياً في الوطن العربي والمنطقة والعالم، ويبقى إيمان أبنائه بضرورة وجوده وضرورة المحافظة على كيانه قوياً لم يتبدّد، فالمجلس هو ضمانة وجودنا في عالم مملوء بالتحديات والأخطار، وهو حائط صد لكل طامع وحاقد وحاسد لدول المجلس، وكل مُهدّد لأمنه واستقراره، وأثبت مع الوقت أنه قادر على الصمود أمام جميع محاولات إسقاط مشروعه، وسيبقى صامداً قوياً في ظل قادته المخلصين المُحبين للخير والأمان والاستقرار، ليس لشعوبهم ودول المجلس فقط، بل لدول الوطن العربي كافة.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر