كـل يــوم

لابد من أفكار جديدة للإسكان

سامي الريامي

فكرة تشييد مبانٍ سكنية عمودية على شكل بنايات سكنية، على الرغم من عدم تقبلها والاعتراض عليها من قبل عدد ليس بالقليل من المواطنين، تبقى فكرة مستقبلية، قد تكون في يوم ما حلاً وحيداً للإسكان، وعلى ما يبدو فإن هذا المستقبل ليس ببعيد، وذلك بحكم المساحة الإجمالية المحدودة لإمارة دبي، لذلك فإن مخزون الأراضي السكنية، وبالمساحات الحالية، لا يمكن أن يستمر طويلاً، شئنا أم أبينا.

ووفقاً للإحصاءات والأرقام المعروفة، فإن إجمالي الطلبات التي وافقت عليها مؤسسة محمد بن راشد للإسكان، خلال الأربع سنوات الماضية بلغ 8544 طلباً، وذلك يعني أن المتوسط السنوي للأراضي الموزعة يبلغ 2136 قطعة أرض، وإذا افترضنا افتراضاً، أن حجم الطلب السنوي سيثبت عند هذا الرقم، فإن الأراضي المطلوبة للعشر سنوات المقبلة ستكون 21 ألفاً و360 أرضاً جديدة! وبالطبع هذا الافتراض لن يتحقق يوماً، نظراً لزيادة الطلبات وأعداد المتقدمين سنوياً، وهذا وضع طبيعي، لكن ومع التأكيد على ثبات الرقم، فإن احتساب المساحات التي يتطلب توفيرها كمساحة أرض مخصصة للسكن في دبي ستكون نحو 20 مليون متر مربع، وعليه إذا كانت هذه هي المساحة المطلوب توافرها خلال عشر سنوات، فما في ظنكم وتقديركم المساحة المطلوبة بحلول عام 2071، على سبيل المثال؟ وهل ستغطي مساحة إمارة دبي، التي لا تتجاوز 4114 كيلومتراً مربعاً، حجم الطلب؟!

هذا إذا جاوزنا الحديث عن الجانب الأمني والاجتماعي والاقتصادي، لاستمرار هجرة المواطنين من مراكز المدينة، وانتقالهم إلى الأطراف البعيدة، وهذه مشكلة حالية، فبعض المناطق الجديدة تبعد عن وسط المدينة مسافة 30 أو 40 كيلومتراً، وبشكل أفقي مستقيم، فكم هو الوقت والجهد والمال اللازم لانتقالهم وذهابهم وإيابهم، ومن دون شك ستتضاعف هذه المشكلة تحديداً بشكل أكبر مع كل منطقة جديدة يتم مسحها وتوزيعها!

لذا لابد من حلول جديدة، ولابد من التفكير خارج الصندوق، ولابد من إرساء ثقافات جديدة تتناسب مع تحديات المستقبل، ولابد من إجراءات فورية وحاسمة، وذلك من أجل الاحتفاظ بما تبقى من الأراضي المتوافرة كمخزون استراتيجي للأجيال القادمة، والتعامل مع الطلب الحالي وفق سيناريوهات مختلفة لا نستثني منها شيئاً، حتى البنيان العمودي على شكل مجمعات وبنايات ذات مواصفات خاصة، تتناسب مع احتياجات المواطنين وأبنائهم، خصوصاً الأسر النووية الصغيرة.

كما يجب ألا نستثني اعتماد مبدأ الإحلال في المساكن التي لا تجدي معها الصيانة، أو إعادة إسكان المواطنين في المناطق الصالحة بوسط المدينة بعد إعادة تخطيطها، وذلك للإبقاء على المواطنين ضمن الأحياء التي يعيشون فيها، وإرجاعهم لبعض المناطق الصالحة ليكونوا قريبين من مناطق وسط المدينة، وحتى لا يتركوها للجاليات الأخرى التي تستأثر بكل الخدمات المتكاملة والبنية التحتية المتوافرة، ويتطلب ذلك إعادة تخطيط تلك الأحياء التي هجرها المواطنون، وتقسيم المناطق بطرق مبتكرة، لضمان العدالة وزيادة الكثافة!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه. 

تويتر