5 دقائق

مواقف غبـية في «الرويال»

عبدالله القمزي

بعد ثلاثة أسابيع من مشاهدته، أعتبر فيلم «أوقات سيئة في الرويال» من أغبى الأفلام التي شاهدتها، خصوصاً المشهد الذي يحاول فيه القس تخدير المغنية ليحفر أرضية غرفتها ويستخرج المال المخبأ، وبعد أن تشعر بحيلته وتضربه على رأسه، يغمى عليه ثم يستفيق ويخبرها بحقيقة الأمر! ولا نعلم لماذا حاول المعتوه تخديرها طالما أنه لا يمانع إخبارها الحقيقة!

- قادنا تطبيق «خرائط

غوغل» في لندن، حيث

أمضي أسبوعاً في

رحلة عمل، إلى فندق

غبي مثل «الرويال»

الذي في فيلم

«أوقات سيئة».

قادنا تطبيق «خرائط غوغل» في لندن، حيث أمضي أسبوعاً في رحلة عمل، إلى فندق غبي مثل «الرويال» الذي في الفيلم المذكور. قصدنا مطعماً في ذلك الفندق لتناول العشاء لأنه الأقرب، وعندما دخلناه بدا سيريالياً للغاية مثل الفنادق الغريبة في أفلام ديفيد لينش.

فندق بلا يافطة واضحة، واستقبلتنا موظفة تجلس إلى مكتب صغير جداً يشبه مكتب القزم في فيلم «ملهولاند درايف» للمخرج المذكور في الفقرة السابقة، وليس الاستقبال المتعارف عليه في كل الفنادق. وعلمت أننا نقصد المطعم! يعني أنها علمت أننا لا نريد حتى الاستفسار عن أسعار الغرف مثلاً!

أرشدتنا إلى الجلوس في «اللوبي»، ثم جاءت نادلة وسألتنا لو كنا نقصد المطعم! قلنا نعم! فقالت أتيتم في وقت غريب! الناس تأتي هنا لتناول شاي ما بعد الظهيرة! قلنا يعني لا يأتيكم أحد! قالت بلى بالطبع يأتون إلينا لكن لا يوجد زبائن اليوم، لأن الناس مشغولون بمباراة كرة قدم! وكلامها ليس صحيحاً لأن مطاعم المنطقة تعج بالزبائن.

جلبت النادلة قائمة الطعام، فأيقنا أننا نجلس في المطعم أصلاً وليس صالة الفندق (لوبي)، شرحت النادلة كل الموجود في القائمة وكأننا لا نفهم الإنجليزية (بالضبط مثل بائع المكانس الكهربائية الثرثار في الفيلم المذكور). ولم يقدم شرحها معلومة واحدة مفيدة، لأن الطعام إيراني وليس بحاجة إلى شرح. ثم سألتني عن اختياري من قائمة الشراب، ولم أرغب بشيء، وأعادت السؤال علي ربما خمس مرات!

تركت الطاولة وذهبت لغسل يدي في الحمام بالطابق السفلي، وعندما خرجت من الحمام، وجدت صديقي قادماً ليغسل يده هو الآخر. عدت إلى الطاولة فقالت لي النادلة إن صديقي ركب المصعد إلى الطابق السفلي! وأساساً هي رأتني أخرج من المصعد، يعني منطقياً تلاقيت مع صديقي عند باب الحمام مادامت هي تعلم أنه ذهب إلى الطابق السفلي! ثم كررت سؤالها لو كنت أرغب في شرب شيء مرات عدة!

أتت النادلة إلى الطاولة وقالت الطعام جاهز، فهل يجب علينا إحضاره؟ قال صديقي إذا الطعام جاهز فماذا يفعل في المطبخ؟ ولماذا ينتظر موافقتنا لإحضاره؟ لم أتمالك نفسي من الضحك، وطلبنا منها إحضاره فقط لو كان جاهزاً!

بالعربي: اختفت موظفة الاستقبال لدقائق عدة، فجلست النادلة مكانها! ونحن ننظر مستغربين إلى الفندق المطعم الغريب الذي تعمل فيه موظفة استقبال، ونادلة ثرثارة، تتبادلان موقعيهما، غرابة وغباء لم أشاهد مثلهما سوى في فيلم «أوقات سيئة في الرويال»!

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر