كـل يــوم

الملياردير الذي دفن سيارته ليستخدمها بعد وفاته!

سامي الريامي

رجل أعمال برازيلي، وهو ملياردير شهير، أعلن أنه سيدفن سيارته الثمينة «رولزرويس» معه في القبر ذاته عند وفاته، حتى يستخدمها في العالم الآخر، وحدد موعداً لجميع وسائل الإعلام كي تنقل مباشرة حدث إنزال السيارة إلى القبر، حتى تكون جاهزة فور وفاته ويدفن معها!

أثار الإعلان المدينة بأسرها، وأصبح هذا الملياردير حديث العالم، وتجمهر الإعلاميون وكل وسائل الإعلام من جميع أنحاء العالم بفناء قصره في الموعد المحدد، ووجدوا فعلاً سيارته «الرولزرويس» الثمينة مركونة بجانب حفرة كبيرة، تم حفرها قبل وصولهم، وظلوا جميعاً ينتظرون ساعة الصفر، وهي لحظة إنزال السيارة إلى القبر!

حضر الملياردير، والجميع يترقب لحظة إطلاقه أمر الإنزال، فأخذ الميكروفون، وخاطبهم قائلاً: «بدايةً يجب أن تفهموا أن من يُفكر في دفن سيارته معه لن يكون يوماً إنساناً عاقلاً، بل هو مجنون، وأنا لست كذلك، أنا مسرور جداً لتلبيتكم دعوتي، ووجود هذا العدد من الإعلاميين هُنا كفيل بجعل رسالتي تصل إلى العالم، ورسالتي هي أن الناس - وللأسف - تدفن أشياء ثمينة جداً معها بمجرد وفاتها، في حين أن هناك من يحتاج إلى هذه الأشياء كي يواصل الحياة، أرجوكم أوصلوا رسالتي إلى العالم، لا تدفنوا أعضاءكم معكم، أنتم لن تستفيدوا منها بعد الموت، لكنكم ستنقذون عشرات غيركم في حالة تبرعكم بها، وأنا من هنا أعلن أنني لا أمانع في التبرع بأعضائي بعد الوفاة!».

رسالة مهمة جداً، وثقافة تستحق نشرها للعالم، ونحن في الإمارات نسير بشكل جيد لنشر هذه الثقافة، لكننا نحتاج إلى المزيد لنشرها أكثر وأكثر.

التبرع بالأعضاء، وزراعة الأعضاء، أسهما في الإمارات - بشكل ملموس - في إنقاذ حياة العشرات، أو في تحسين حالتهم الصحية بشكل كبير، ومنذ تفعيل القانون الصادر عام 2016، الخاص بزراعة الأعضاء، قام ستة أشخاص بالتبرع بأعضائهم عقب وفاتهم، وتم إنقاذ 19 شخصاً من خلال هذه الأعضاء، منهم 13 شخصاً داخل الدولة، وستة أشخاص في السعودية، وذلك وفقاً للإجراءات الخليجية الموحدة، التي تسمح بالتبرع بالأعضاء بين الدول الخليجية.

جدير بالذكر أن نسبة نجاح زراعة الكلى وصلت إلى 98%، لمتوسطي العمر وكبار السن، ونحو 100% للأطفال، إذا كان المتبرع أحد الأقرباء، فيما تراوح بين 92 و95%، في حال كان المتبرع متوفياً دماغياً.

واللافت للنظر، وهو أمر يدعو إلى الاعتزاز وتقديم الشكر والثناء، أن هناك أماً أصرت على التبرع بأعضاء ابنتها البالغة من العمر أسبوعين، ووزنها أقل من ثلاثة كيلوغرامات، وهي بالمناسبة تعتبر أصغر متبرعة بالأعضاء، ونتيجة لذلك تمت زراعة كليتها لمريضة سعودية تبلغ من العمر 48 عاماً، واستطاعت هذه المريضة بعد العملية أن تستغني عن الغسيل الكلوي، تلك الأم الشجاعة الصالحة قالت كلمة مؤثرة للغاية، لكنها مليئة بالحكمة والبلاغة: «ابنتي رحلت.. لكنها تركت في الدنيا أثراً لها»!بشكل عام هناك أقل من 1% فقط من المتوفين هم من يتبرعون بأعضائهم عقب الوفاة، وأن 99% وأكثر لا تسمح ظروف وفاتهم لهم، أو لأقاربهم بالتبرع بالأعضاء، رغم أن المتبرع الواحد بعد الوفاة يمكن أن يسهم في إنقاذ ثمانية أشخاص، لذا لابد من نشر هذه الثقافة، ولابد من الاقتناع برسالة ذلك الملياردير البرازيلي.. فمن المؤسف أن يدفن الإنسان أشياء ثمينة معه، في الوقت الذي يمكنه بهذه الأشياء منح الحياة لأشخاص آخرين!

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر