5 دقائق

القبح والجمال

خالد السويدي

هوس غريب بجراحات التجميل لا أجد له تفسيراً واضحاً، إلا كما فسره أحد الأطباء بأنه نوع من الأمراض النفسية، وتلك الرغبة الجامحة في تقليد مشاهير النساء من الممثلات والمؤثرات في وسائل التواصل الاجتماعي، فأصبحت الجراحات التجميلية المختلفة - على الوجه وأجزاء مختلفة من الجسم دون أي داعٍ - ظاهرة محيرة، تنفق عليها مئات الملايين على حساب أمور أخرى أكثر أهمية.

نسبة الزيادة في عمليات التجميل، التي بلغت 70%، وتم الإعلان عنها في المؤتمر الدولي للأمراض الجلدية والتجميل، تمثل دلالة واضحة على الهوس غير المبرر، ويكشف كيف أصبح تغيير الشكل ضرورة ملحة ليس عند النساء فحسب، بل حتى على مستوى بعض الشباب، الذين صاروا ينافسون النساء في عمليات التجميل.

قد تكون هناك أسباب اجتماعية وربما خَلقية، تدعو الفتاة إلى إجراء هذا النوع من العمليات، وهذا في حد ذاته أمر مقبول، لكن عندما يتحول الأمر إلى إنفاق للمال على تعديلات وعمليات لتقليد المشاهير ولإثارة الجنس الآخر، فإن الموضوع في رأيي الشخصي ابتذال رخيص.

المصيبة الكبرى في اتجاه بعض الشباب إلى تلك الجراحات، إذ يحاولون أن يكونوا أكثر شبهاً بالنساء، بل إنّ هناك من أجرى عمليات تجميلية عجيبة، فلم يعد من السهولة على الإنسان العادي أن يعرف الجنس الذي يمثله وينتمي إليه، بعد التدخلات الجراحية التي تجعل أجسادهم أكثر بروزاً وجمالاً، وتفتح العديد من التساؤلات المريبة.

أعتقد أن الجميع قد يتفق معي في أن الإنسان - ذكراً كان أو أنثى - يرغب في أن يكون وسيماً جميلاً يسر الناظرين، إنما من الخطأ أن يصبح ذلك تجارة وشغفاً غير مبرر، لدرجة أن هناك العديد من المراهقات صار همهن الأول والأخير يتمثل في إجراء عمليات التجميل والتشبه بالمشاهير.

في حياتنا نصادف العديد من الجميلات والوسيمين، الذين يُضرب بهم المثل، وأولئك الذين تحولوا إلى رموز فنية بفعل تلك العمليات، إنما لا يملكون أي شيء من جمال الروح وطيبة القلب، وهنا لابد أن أتذكر مقولة الكاتبة والأديبة الأميركية الراحلة دوروثي باركر: «الجمال مجرد طبقة خارجية، أما القبح فيكون متوغلاً حتى العظام».

هناك العديد من المراهقات، صار همهن الأول والأخير يتمثل في إجراء عمليات التجميل، والتشبه بالمشاهير.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

 لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر