5 دقائق

كيليان مبابي مقابل ربعنا

خالد السويدي

بعد فوز منتخب فرنسا بكأس العالم، تبرع اللاعب الشاب كيليان مبابي بمبلغ مكافأة البطولة للجمعيات الخيرية، كما قام أحد لاعبي المنتخب الكرواتي بسداد ديون أهالي قريته في كرواتيا، فكتبت تغريدة في «تويتر»: «مبابي لاعب منتخب فرنسا تبرع بمكافأة كأس العالم، وربعنا من يحصلون مليون، يشتري بنتلي وسيارة ثانية، ويدفع الباقي أقساط».

هناك العديد من

اللاعبين المواطنين،

الذين ينفقون أموالهم

في أعمال الخير.

وبعد أن قام أحد المواقع الشهيرة على «إنستغرام» بنشرها، حصدت العديد من التعليقات مثل: (حاسدين اللاعبين المواطنين على الرواتب، ليس على اللاعب أن يخبر الجميع أنه قام بعمل خيري، كل واحد حر في ماله، مالكم خص في شو يصرف أمواله، اللاعب الأجنبي يحصل على الملايين ولا يمكن مقارنته باللاعب المواطن في الصرف)، والعديد من التعليقات الأخرى التي انتقدت التغريدة.

حقيقة لا أعلم لماذا يأتي هذا الفهم القاصر، ولماذا يعتقد البعض أنه انتقاد لجميع اللاعبين المواطنين المحترفين، مع أن القصد منها ظاهرة سلبية موجودة، وليست حكراً على اللاعبين فقط، وقد تنطبق على غيرهم من الموظفين، الذين يحصلون على رواتب خيالية، ثم ينفقونها على أمور شكلية تافهة.

نعم.. هناك العديد من اللاعبين المواطنين الذين ينفقون أموالهم في أعمال الخير، وأعرف عدداً من اللاعبين تكفلوا برواتب شهرية لأقربائهم، الذين يعانون ضائقة مادية، وأعرف غيرهم لا يتوانون في مساعدة الصديق والغريب في آنٍ واحد، وغيرهم استثمروا تلك الأموال لتنفعهم بعد اعتزال كرة القدم.

الإنسان حر في التصرف في ما يملك، فهناك من يعتقد أن شراء سيارة لصديقته يأتي في إطار الأعمال الخيرية، وهناك من يتكفل بنفقات دراسة فتاة ضحكت عليه بدلعها وجمالها، وهناك من يقيم الحفلات الخيرية الخاصة في منزله، لينفقها على الفتيات الجميلات المحتاجات للمال والساعات والحقائب الثمينة، وبالطبع هناك من يغرد خارج السرب، ويؤمن إيماناً تاماً بأن المبذرين كانوا إخوان الشياطين.

الحياة عبارة عن تجارب نتعلم فيها الصواب والخطأ، نتلقى الدرس تلو الآخر، الذكي يتعلم من أخطاء غيره، ويستمع لمن هو أكثر منه فهماً، أما الصنف الآخر الذي لا يتعلم أي شيء في هذه الحياة، فسيسقط مرة ومرتين وثلاثاً، وسيستمر في السقوط لأنه وبكل بساطة يعتقد أن كل من ينتقد أفعاله السلبية شخص حاسد!

Twitter: @almzoohi

Emarat55@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر