5 دقائق

«لا هشه ولا بشه»

تحوّل الكثيرون، في الفترة الأخيرة، إلى مصلحين اجتماعيين، رغم أن أغلبهم يفتقر إلى الثقافة والعلم والأسلوب، وهي المهارات الرئيسة التي يمكن أن تسهم في تقبّل الأطروحات والأفكار والحلول المناسبة للمشكلات الاجتماعية التي نلاحظها في المجتمع.

هناك من يقع في المحظور في خلطه بين الانتقاد والتجريح، وبين معالجة الظاهرة والتطاول على الناس، ويظن أن إنكار المنكر يعني إيقاف الناس في الشوارع، والتلفّظ عليهم بأبشع الألفاظ، أو الانتقاص من المخالف، لأن شكله لا يعجبه وملابسه لا تتوافق مع موضة 2018.

سمعنا عن عشرات قضايا السب والقذف التي حدثت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، القاسم المشترك في تلك القضايا أن أغلب المُشتكى عليهم اعتبروا أن الألفاظ التي صدرت منهم كانت في إطار الانتقاد لظاهرة معينة، أو للدفاع عن الدين والوطن، أو ما اعتبروها حرية التعبير التي لم يستوعبوا أن لها حدوداً معينة وفق القانون.

الغريب أن هناك من يمارس الوصاية على المجتمع مع أنه «لا هشه ولا بشه ولا من المعاني طشه»، يدّعي أنه يدافع عن العادات والتقاليد، بالرغم من وجود سوابق تتعارض مع كل ما ذكره، يُنصّب نفسه حامي الحمى مع أنّ أفعاله الشاذة يعرفها القاصي والداني، إلا أنه وكما يقال: «ما تشوف ذيلها بس عادي تشوف ذيل ربيعتها».

نشاهد العديد من المظاهر الاجتماعية التي اعتبرها انتكاسة وشاذة، ساعد على انتشارها التصوير والاستماتة الغريبة ليتحول إلى أحد مشاهير التواصل الاجتماعي، اعتقاداً منه بأنها أفضل وسيلة ليكون ضيفاً في المنتديات الإعلامية وشاشات القنوات الفضائية، والحصول على مبالغ مادية من الإعلانات التجارية.

كما ظهرت شخصيات أقل ما يقال عنها شخصيات منحرفة تنشر الأفكار المريبة في المجتمع بأساليب مبتكرة وجديدة تغلّفها بالحديث عن الحريات والحقوق والعقلانية، ليندفع وراءها الكثير من السذّج الذين انبهروا بها معتقدين أنهم يُحسنون صنعاً.

في المقابل، وبالرغم من كل تلك الأمور التي لا أتفق معها، والشخصيات التي تحاول العبث في ثوابت المجتمع، إلا أنه لا يمكن اعتبار الشتم حلاً مناسباً، ولا في التطاول على الأعراض وسيلة حضارية لإعادة البعض إلى رشده، هناك دائماً وسيلة رائعة للتعبير عن كل ذلك تتمثل في قوله تعالى: «وجادلهم بالتي هي أحسن».

ظهرت شخصيات أقل ما يُقال عنها شخصيات  منحرفة تنشر الأفكار  المريبة في المجتمع  بأساليب مبتكرة.

 

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر