5 دقائق

رفقاً بالبنات

خالد السويدي

كثيراً ما أصادف حالات متمردة أنثوية في وسائل التواصل الاجتماعي، حالات تشعر بأنها تعاني الكبت والحرمان من أمور كثيرة بسبب طبيعة أولياء الأمور التي لا تتناسب مع عصرنا الحالي، فتجد في وسائل التواصل الاجتماعي مكاناً للتنفيس عن هذا الكبت للحالات التي تعاني هذا الضغط.

تابعت فتاة تشارك باسمٍ وهميّ، اتخذت من هذا الاسم وسيلة للتعبير عن جام غضبها من الآباء المتسلطين، والتضييق على المرأة، والحرمان من وسائل الترفيه وغيرها، تخرج من البيت إلى الجامعة، ثم ترجع إلى البيت دون أن يكون هناك مجال لها للترفيه والاستمتاع بهذه الحياة، فأصبحت مثل السجن الذي لا تخرج منه إلا إلى الجامعة وفي وسائل التواصل الاجتماعي.

كثيراً ما كانت تستعمل الكلمات والعبارات النابية في التعبير عن نفسها، مع أنها في البيت لا تجرؤ على الحديث بمثل هذه العبارات، ترى قريناتها من الفتيات اللاتي يستمتعن بالحياة ويعشن بحرية، فتملؤها الرغبة في أن تصبح مثل صديقاتها، ترى صديقتها التي تضع صورتها لا تتورع عن الحديث بجرأة، بل واستعمال كلمات وتعليقات جارحة في كثير من الأحيان، فتتأثر بها وتقلدها اعتقاداً أنها الحرية المنشودة.

ترى أن العادات والتقاليد قيد لها، فلا هي قادرة على التأقلم مع أهلها ولا هي قادرة على العيش مثل قريناتها من الإناث، فتأتي ردة فعلها في كثير من الموضوعات بطريقة متشنجة، نتيجة لذلك الكبت الذي تعيشه.

لا أتحدث عن حالة واحدة فقط، فهناك العشرات وربما المئات مثل هذه الحالات التي تبدو تائهة في هذه الحياة، بسبب تعامل الأهل الذي يتنافى أحياناً مع أبسط الحقوق، وعدم قدرة بعض الأهل على تفهم التطور الحاصل في المجتمع وبتفكير مختلف عن تفكير أبناء هذا الجيل.

أؤمن تماماً بمقولة: «لا إفراط ولا تفريط»، وهي تعني الوسطية في كل شيء، فلا نترك الحبل على الغارب، ولا نشد الحبل بقوة فيضيق منه العباد، ينطبق ذلك على تعاملنا في محيط الأسرة مع الزوجة والأبناء، هناك أولياء أمور لا يعطون الفرصة للأبناء والبنات للتعبير عن آرائهم ورغباتهم، يقابلون كل تلك الطلبات بالرفض بسبب أو من دون سبب، فيكون نتيجة ذلك أبناء وبنات يعانون أمراضاً نفسية وإحساساً بالكبت، وأحياناً الشعور بالسخط على المجتمع الذي نحتاج فيه إلى كل فرد من أفراده.

Twitter: @almzoohi

Emarat55@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه. 

تويتر