5 دقائق

معرض الفاشنستات

خالد السويدي

الكثير من المتابعين والباحثين عن الوظائف يتساءلون دائماً عن الجدوى من معارض التوظيف، فما يلمسه معظم المتابعين من المعرض، مع احترامنا الكامل للجهات المنظمة والمشاركة، لا يحقق أي فائدة مرجوة في اتجاه حل مشكلة البطالة والبحث عن وظائف، فتحيد هذه المعارض عن الهدف الرئيس لها، وتتحول إلى مناسبة للاستعراض وتوزيع الهدايا وجمع آلاف السير الذاتية والأوراق الثبوتية، وقد تشذ عن هذه القاعدة مجموعة قليلة من الجهات الحكومية، التي تبادر فعلياً إلى توظيف المواطنين والمواطنات الباحثين عن عمل.

معارض التوظيف

التي تقام في الدولة

لا تغني ولا تسمن

من جوع.

الغريب في هذه السنة هو أن تتم الاستعانة بعدد من المشاهير للترويج للمعرض، والدعوة إلى لقاء هؤلاء المشاهير، والتعرف إلى إنجازاتهم، مع العلم ــ حسب علمي ــ أن ضيوف الشرف من مشاهير التواصل الاجتماعي لم أجد لهم أي إنجازات عظيمة، بل الغريب أن معظمهم لا يعملون في أي وظيفة، وجل نجاحاتهم قائم على الشهرة في موضوع معين، لا يهم الشريحة الكبرى من المواطنين والمقيمين.

عندما أستعين بشخصيات لمقابلتها في معارض التوظيف، من الأجدى أن تكون شخصيات حققت إنجازات يشار إليها بالبنان، وأن يكون الضيف صاحب سيرة ذاتية من شأنها أن تكون قدوة لأي شاب أو شابة يطمح إلى تطوير نفسه، فلدينا عشرات النوابغ في مجالات الإبداع التقنية والأدبية ومن أصحاب الهمم، فلماذا التركيز على فئة غير معروفة إلا في وسائل التواصل الاجتماعي؟

الباحث عن عمل لن يستفيد شيئاً من تجربة فتاة تشتري اكسسوارات وتبيعها بأسعار مرتفعة، ولن يقدم لي أي إضافة أن أعرف كيف أُميز بين مذاق «البرغر» الذي سعره خمسة دراهم و«البرغر» الذي سعره 50 درهماً، بل إنها ستكون للبعض أسهل طريقة ليتحول من باحث عن العمل إلى عاطل عن كل شيء مفيد.

معارض التوظيف التي تقام في الدولة لا تغني ولا تسمن من جوع، ولم تحقق النتائج الملموسة منها، وكانت في معظم الأحوال فرصة للدعاية للجهات الحكومية والشركات والأشخاص.

نأمل من الجهات الحكومة المعنية أن يكون لها إشراف على معارض التوظيف، وألا تتحول إلى معارض ديكور واستعراض للأزياء وهدر للمال العام، فتكرار سلبيات كل معرض للتوظيف أصبح أسطوانة كريهة مكررة.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر