5 دقائق

«يكيكي» والمتسامح

خالد السويدي

صديقي المحامي تربطني به سنوات طويلة من الصداقة، وقد أصبح، ولله الحمد، محامياً معروفاً، عندما يجلس معنا في المجلس فإنه يتحدث عن جميع أنواع القضايا دون استثناء، وعلى سبيل المزاح أصبحنا نطلق عليه لقب «المحامي يكيكي».


كما قيل في أحد الأقوال المشهورة: «هناك ثلاثة أمور مهما قمت بالتصنُّع والتمثيل فلن تستطيع الاستمرار في إخفائهما، عقليتك وأخلاقك وحقيقتك».

صديقي «يكيكي» يحب أن يظهر بأنه المحامي الذي يكسب أي قضية، سواء كان موكله متهماً أم مجنياً عليه، يخبرنا كيف استطاع انتزاع البراءة لموكله في قضية شائكة، وكيف كسب القضية التي كانت فيها نسبة البراءة صفراً بالمائة، ولابد أن ينشر ملخصات القضايا في غروبات الـ«واتس أب» للمحامين في الإمارات والكويت والبحرين.

أعترف بأنني ضقت به ذرعاً، فلقد تحوّل المجلس في الآونة الأخيرة إلى قاعة مشابهة لقاعات المحاكم، نسمع فيه أخبار الجرائم والمجرمين، وقد كان شيئاً عجيباً طوال هذه الفترة أنني لم أسمع عن خسارته لأي قضية تافهة، أو أنه أدان موكله عن دون قصد في مرافعته الساذجة، فقد كان يحاول أن يظهر أمامنا بأنه المحامي الذي لا يمكن أن يخسر أي قضية، على الرغم من أن القضايا التي خسرها فعلياً أكثر من تلك التي كسبها.

«يكيكي» لا يختلف كثيراً عن صديقي الكاتب، الذي يظن أنه محور الكون القادر على التأثير، والذي هدفه تخليص العالم من الظلام، لذا يعتقد أنّ إثارته للجدل ستجعل منه معروفاً ومشهوراً، وأن الطريقة التي يحاول بها تفصيل الدين على هواه ستجعل منه رمزاً من رموز التسامح، مع أنه في كل نقاش يأتي بالعجائب، ويتلقى التوبيخ من الحاضرين، وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يتراجع عن موقفه قيد أنملة، ليس لأنه واثق بنفسه، بل لأنه وبصريح العبارة سعيد جداً بـ«خالف تعرف».

لا أحب التصنُّع، ولا أطيق تلك النوعية من البشر التي تحاول جاهدة أن تثير الجدل، وتلك التي تمثل أدوار البطولة، وكما قيل في أحد الأقوال المشهورة: «هناك 3 أمور مهما قمت بالتصنّع والتمثيل فلن تستطيع الاستمرار في إخفائهما، عقليتك وأخلاقك وحقيقتك».

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر