أبواب

من يدافع عنك؟!

أحمد حسن الزعبي

القصة أكبر من مباراة أو خسارة جولة، القصة لها علاقة بالبوابة العالية التي تخبئك خلفها، والسياج الطويل الذي يواري إخفاقاتك عن الجميع، ويتلقى رصاص الكلام عنك ويبقى صامداً لا يلين.

أدهشني الدفاع المستميت الذي أبداه والد اللاعب البرازيلي ولاعب باريس سان جيرمان نيمار بعد أن تلقّى ولده سيلاً من الانتقادات، وقوبل بصافرات الاستهجان أثناء المباراة لأدائه المتواضع أمام ريال مدريد..

أعجبني موقف والد نيمار وأدمعني، وسألت نفسي نحن ترى من يدافع عنّا؟ إن أخطأنا أو ضعنا أو أسأنا التقدير.. من يسندنا إذا مال حالنا؟

لم يستطع الأب أن يكون موضوعياً ويتجرّد من عاطفته ويتقبل الانتقاد، أو يجد المبرّرات لعدم توفيقه في المباراة، لقد تحرّكت غريزته الأبوية وهاجم كل من هاجم ولده على طريقة الطيور البرية.. وكتب تغريدة على حسابه على «تويتر»: «في الحروب هناك من يتغذى على الانتصارات، وهناك آخرون مثل النسور ينتظرون الضحايا والقتلى، وهذا ما حدث لابني بعد الخسارة». وأصر على ان ابنه ناجح ومثابر ويقاتل منذ الصغر للوصول إلى هدفه، وهذا الردّ ليس له علاقة بالمباراة على كل الأحوال، وإنما هو نزق الأبوة الجميل.

في لحظة ما نحتاج إلى مثل هذا الدفاع، كلنا نحتاج إلى مثل هذا الدفاع، عندما نقف أمام صافرات الاستهجان الجماعية لإخفاق غير مقصود، أو لضعف لياقة في الحياة، نحتاج إلى جناح أبٍ دافئ يدافع عنّا، وهو يعرف في قرارة نفسه أننا لم نكن كما يدّعي، ولم نقدّم دورنا كما يجب، لكنه مجبر على أن يرمّم ما تآكل منا، ويصلح ريشنا المتساقط بيديه وأنفاسه، ثم يطلقنا للطيران من جديد.. أعجبني موقف والد اللاعب البرازيلي وأدمعني في الوقت نفسه، وسألت نفسي نحن ترى من يدافع عنّا؟ إن أخطأنا أو ضعنا أو أسأنا التقدير.. من يسندنا إذا مال حالنا، أو ضعفت قوانا، أو تخاطفنا الموج وفقدنا السيطرة بين تناغم الشراع والريح ؟!.. جميل أن تجد من يدافع عنك عندما يكثر جلاّدوك، ومتربّصوك.. وناقدوك.. جميل أن تجد من يضعك خلفه ويقول هو أنا.. فماذا تريدون مني؟

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر