كـل يــوم

ثورة الروبوتات.. قريبة جداً

سامي الريامي

قد يعتقد البعض أن هناك مبالغة في الحديث عن تحديات المستقبل، وقد يعتقد آخرون أنه مازالت تفصلنا سنوات طويلة جداً عن سيطرة الروبوتات والذكاء الاصطناعي على حياتنا، وعن ظهور مشروعات المستقبل الأخرى التي يتحدث عنها العالم والعلماء، كما أن البعض لايزال غير مستوعب وغير مقتنع بحقيقة اختفاء آلاف الوظائف، وإمكانيات إحلال الآلات مكان البشر، لتعمل بشكل أدق وأفضل وأسرع!

قد لا نلومهم في ذلك، لأن حجم التغيير والتطور الذي ستشهده البشرية، خلال الثلاثين سنة المقبلة، قد يتضاعف عن حجم التطور والمعرفة الذي شهدته البشرية طوال 3000 سنة، وما يتحدث عنه العلماء والمخترعون اليوم لا يصدقه عقل بشري، لكنه رغم الجميع، من صدَّق ومن لم يصدِّق، أمر واقع حتمي يشاهد العالم إرهاصاته بشكل شبه يومي!

الإنسان الآلي أو الروبوت سيحل سريعاً مكان البشر، ليس بعد 30 سنة، بل ربما ثلاثة أشهر، ففي اليابان أفادت تقارير بأن التلفزيون الياباني سيطلق أبريل المقبل مذيعة «روبوتية» تقترب ملامحها كثيراً من ملامح الإنسان، وتتصرف تماماً مثل المذيعة البشرية، ويطلق عليها اسم «إريكا»، وتم تصميم وصناعة «إريكا» عام 2014 على يد مدير معامل الذكاء الاصطناعي بجامعة أوساكا باليابان، هيروشي أشيغورو، الذي صرح لمصادر عدة بأنه يسعى إلى تزويد الروبوت بـ«وعي مستقل». ويضيف «تتمتع (إريكا) بجمال أخاذ، ويقترب شبهها كثيراً من بني البشر». وفي الوقت الراهن لا تستطيع هذه الدمية المؤنسنة تحريك ذراعيها أو رجليها، لكنها تستخدم 14 مجساً تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وتقنية التعرف إلى الوجه، وذلك لتحديد مصدر الصوت والشخص الذي تتحدث إليه، كما تستطيع بفضل هذه التقنية التعرف إلى الأشخاص الذين يسيرون داخل الغرفة!

الأدهى من ذلك أن هذه الدمية «مغرمة بالتفاعل مع البشر»، وهي مهتمة بالتعرف إلى العالم الخارجي، بل إنها تعتقد أنها إنسان، فهي تقول: «أعتقد أنني بشرية من الناحية الاجتماعية، وأعتقد أن الإنسان يشعر بحاجة لأن يكون لديه مكان في هذا الكون، وأنه مختلف عن الحيوان والآلة».

وهذه ليست المرة الأولى، التي يتم فيها استخدام إنسان آلي ليؤدي مهام بشرية، ففي عام 2015 صممت «مايكروسوفت» أول روبوت «زياويس»، ليقرأ في التلفزيون الصيني الأخبار بالصينية، ويستطيع «زياويس» تحليل بيانات الطقس وتقديمها مباشرة، كما صممت مؤسسة «بي بي سي» لاعب تنس روبوتياً، استطاع أن يتنافس مع أحد مقدمي برامجه.

وفي العام الماضي، نجحت شركة هانسون روبوتيكس في اختراع روبوت جديد أشبه بالإنسان، أطلقت عليه اسم «صوفيا»، وتم تصميم هذا الروبوت على شكل الممثلة الأميركية أودري هيبورن، ويمكن لـ«صوفيا» إجراء حوارات والتعرف إلى الوجوه وتغيير تعابير وجهها، وفي ما بعد حصل هذا الروبوت، الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، على الجنسية السعودية خلال فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر «مبادرة استثمار المستقبل»، الذي اختتم فعالياته في أكتوبر العام الماضي، بالعاصمة السعودية الرياض!

وفي حوار حي على منصة مبادرة المستقبل، دار حديث بين «صوفيا» والصحافي أندرو سوركين، من صحيفة «نيويورك تايمز»، حيث برزت على «صوفيا» علامات الذكاء، ودقة التحليل، وحسّ الفكاهة، وظهرت مشاعرها المختلفة من خلال تعابير وجهها، التي جعلتها تبدو حقيقية بشكل أكبر.

ومنذ تنفيذ أول جراحة بروبوت دافنشي عام 1999، خضع أكثر من 20 ألف مريض لعمليات آلية، ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على استخدام روبوت دافنشي في جراحات القلب، فضلاً عن أنه يجري حالياً جراحات لاستئصال سرطان البروستات!

هذه مجرد نماذج قليلة جداً من روبوتات فعلية موجودة حالياً، تقدم خدمات كثيرة جداً في مجالات مختلفة، بل في مجالات الحياة كافة، لذلك عندما قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إن «هناك مليوناً و900 ألف وظيفة ستختفي من الإمارات»، فإنه على حق!

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر