5 دقائق

فعل الخير بفلوس

خالد السويدي

كل شيء بفلوس ولا شيء ببلاش، حتى في تلك المواقف ذات الجانب الإنساني لابد للبعض أن يظهر أنّ كل ما يهمه هو المادة بغضّ النظر عن أي اعتبار آخر.

قبل أيام صرّح مدير مؤسسة «تحقيق أمنية» عن اشتراط مذيعة الحصول على مبلغ 20 ألف درهم مقابل الجلوس مع طفلة مصابة بالسرطان تعشق هذه المذيعة، ما سبّب حالة من الدهشة لموظفي المؤسسة، الذين فوجئوا بالمطلب المادي غير المعقول.

الأيام تُثبت أن الكثير

من المشاهير

لا يقومون

بأي شيء لوجه الله.

وبعد انتشار هذا الخبر سادت حالة من التذمر والانزعاج لدى شريحة كبيرة من المتابعين في وسائل التواصل الاجتماعي، الذين وجدوا الطلب المادي وقاحة شديدة في تعاطي بعض المشاهير مع الحالات الإنسانية التي تحتاج إلى الدعم المعنوي في أوقات المرض والشدة.

قد يعتقد البعض أن التصرف فردي ولا يعكس حقيقة الكثير من المذيعات وغيرهن من المشاهير، إلا أن الكثير من المواقف، على مدى السنوات الماضية، لا تختلف كثيراً عن هذا الموقف. هناك من المشاهير الذين لا يقومون بأي خطوة إلا لهدف يكونون فيه رابحين لا خاسرين، فلم يعد هناك أي شيء ببلاش، وليس هناك مكان لعمل الخير إلا بمقابل، سواء كان ذلك على شكل إقامة فندقية مجانية أو الحصول على الهدايا، وغيرها.

قد يكون من حق المشاهير الحصول على مبالغ نقدية في المعارض والمناسبات ذات الربح المادي، ومقابل الترويج للفعاليات والإعلانات الدعائية، إنما من المعيب جداً أن يكون الموضوع متعلقاً بالمال في تلبية رغبة طفلة.

الأيام تثبت أن الكثير من المشاهير لا يقومون بأي شيء لوجه الله، مناسبات كثيرة نرى فيها البعض منهم يلتقطون الصور مع المرضى، وفي مناسبات اجتماعية أخرى يوزعون الابتسامات أمام عدسات المصورين، إنما لديّ قناعة أن الغالبية العظمى منهم لو لم يكن هناك أي تصوير لما وجدناهم يلبّون أي دعوة.

الطبيب المواطن وليد الشحي يجري عمليات جراحية مجانية لمن لا يملكون المال الكافي من منطلق إنساني بحت، وغيره الكثير ممن يبادرون للمشاركة في الفعاليات عن طيب خاطر، فهل الجلوس مع طفلة يكلف أكثر من عملية جراحية تستمر لساعات عدة؟ وهل وقت المذيعة، ومن على شاكلتها، ثمين جداً بحيث يجب أن تطالب بالمال من أجل تلبية طلب طفلة مريضة؟

هناك نماذج رائعة في الدولة نتمنى أن يتم تسليط الضوء عليها فقد آن الأوان لتهميش كل من لا يفكر إلا في نفسه.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر