ملح وسكر

العقدة مستمرة

يوسف الأحمد

- تبقى العقدة مستمرة، ويبدو أنها لن تنتهي رغم كل الجهد والعمل الذي انعكس أخيراً على الشكل والصورة العامة للأحمر البحريني، الذي كان طموحه المواصلة والوصول إلى نهائي الكأس، وتحقيق المستحيل بمعانقة اللقب الغالي.

البحرين ولّادة للمواهب، إلا أن مشكلتها في بناء وتوظيف هذه العناصر.

كانت الفرصة مواتية وسانحة له، خصوصاً بعد سقوط الكبار وخروجهم مبكراً، ما رفع سقف الأمنيات حينها ودفع بالجماهير البحرينية للضغط على منتخبها، ومطالبته بالكأس، كونها كانت أفضل الفرص المهيأة للانقضاض عليها، بعد عناد وانتظار داما طويلاً، بيد أن ذلك لم يكن شفيعاً لهم، حيث خرجوا بنيران صديقة أمام المنتخب العماني، بعد أن قدموا أفضل أداء ومستوى لهم في البطولة، فالحسرة بدت واضحة عليهم، بعد الخسارة التي أعادتهم إلى نقطة الصفر، وحرمتهم حتى لذة الحلم بالكأس.

لكن تبدو كأنها دوامة تعيشها الكرة البحرينية منذ عقود، رغم المحاولات الجادة لإخراجها ووضعها على المسار الصحيح، الذي قد يقودها إلى تحقيق ما تصبو إليه من أحلام وآمال مؤجلة.

ما لاشك فيه، أن المعضلة ليست بنوعية اللاعبين أو ندرتهم مثل ما يعانيه الآخرون، فالبحرين ولّادة للمواهب والخامات الجيدة، إلا أن مشكلتها في بناء وتوظيف هذه العناصر التي تحتاج إلى كادر يجيد قراءتها، ويعلم كيف يديرها من أجل تحقيق المطلوب، كما أن الاستقرار الفني والإداري عامل مهم لإكمال عمل هذه المنظومة، التي لن تنجح من دون خطة واضحة المعالم، ومنهجية بعيدة عن الارتجال والاجتهاد وفردية القرار.

لذا على الإدارة البحرينية مراجعة ملفها، والاستفادة من تجارب أشقائها الذين عانوا كثيراً مثلها في الماضي، لكنهم استطاعوا قلب الموازين، بعد أن خلعوا الثوب القديم، وتخلوا عن الأفكار والطرق الاستهلاكية، فالدموع المستمرة لجماهير الأحمر في المدرجات كفيلة بتحريك المياه الراكدة، ودافع للمسؤولين من أجل إحداث تغيير للنظام الكروي في ديرة الطيبين!

- يبقى أسلوب المدرب زاكيروني إيطالياً بحتاً، يعتمد بطريقته على التحفظ الدفاعي، ويخلو من الصبغة الهجومية التي تعودناها مع هذا الجيل، وهو أمر أثار حفيظة الشارع الرياضي، الذي رفض هذه الطريقة عطفاً على قدرات اللاعبين وطاقاتهم المهارية التي عُرفوا بها، حيث لا يمكن تقييد عموري وإسماعيل ومبخوت أو خليل بأدوار تحدّ من حركتهم، وتقيض نزعاتهم الهجومية، فالأسلوب الإيطالي قد يكون مجدياً عندما تفتقر الأدوات والعناصر الفاعلة، وهو ما يناقض الوضع الحالي لهذه المجموعة. وبغض النظر عمّا ستؤول إليه نتيجة نهائي الدورة، فإنه من الظلم فرض هذا النظام في ظل وجود هذه الأوراق الرابحة التي تمتلك الكثير لتقدمه، فقد حُوصرت بأسلوب يُعتبر عدواً للمتعة والجمالية، التي كنا ننتظرها مع كل إطلالة أو ظهور لها!

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر