مزاح.. ورماح

«ماشطة ابنة فرعون!»

عبدالله الشويخ

تقول القصة الواردة في غير واحد من الآثار، إن أرملة كانت تعمل في قصر فرعون بعد أن قتل فرعون زوجها، وكانت تخفي إيمانها سراً، وكان عملها «ماشطة» (أي كوافيرة بمصطلح أيامنا هذه)، وبينما تقوم بالعمل لإحدى بنات فرعون، سقط المشط من يدها فقالت: «بسم الله»، وهنا عرفت ابنة فرعون - وهي بنت أبيها - كما هو واضح، أن الماشطة تخفي أمراً، فسألتها: الله أبي؟ فقالت الماشطة بل ربي ورب فرعون.

تنتهي القصة بأسلوب فرعوني جداً في حل المشكلات، حيث يأمر بقدر ويضع فيه زيتاً مغلياً، ويقوم بإلقاء أبنائها أمامها واحداً بعد الآخر حتى تطفو عظامهم، وحين رأت الرضيع على وشك الإلقاء به وتزعزعت من الموقف، نطق الرضيع وثبتت، وألقيت في الزيت وراءهم، لتكون ضحية أخرى من ضحايا أحد أقدم سفاحي كل الأزمنة.

فرعون كان، ولايزال، الأب الروحي لهم جميعاً، ولهذا وغيره لم تتكرر قصة مثل قصة فرعون بهذا العدد في القرآن الكريم، ولا في السير ولا في الموروث ولا في الإسرائيليات حتى.. ولله وكلامه المثل الأعلى.

السؤال هنا: هل ينطبق على القصص التي وردت في التراث الإسلامي، وهي كثيرة، ما ينطبق على القصص الحديثة؟

والمقصد هنا بوجوب تصنيف قصص معينة لأعمار معينة، فالقصة المذكورة أعلاه، رحم الله شهداءها وانتقم من جلادهم، متوافرة، و«بالصور» المعبرة جداً، لكي تباع للأطفال، وللدقة للأطفال جداً قبل مرحلة الناشئة، والصور الموجودة بها مرعبة جداً، وإن كانت مرسومة! أطفال يتم شيهم في قالب من الزيت، وربما استحى الناشر والعارض والطابع من إبداء رأيهم، خشية الاتهام بالزندقة، إن هم منعوا قصة كهذه من الوصول لأيدي الأطفال!

لكل عُمر أسلوب وقصص معينة، والقصص القرآني واسع، فيه قصص الطيور وفيه غرائب سليمان، وفيه وفيه.. ولكل عُمر أسلوبه وقصصه.. فرفقاً بأبنائنا وأبنائكم.. وهم في أعمار السعادة الأولى.

#عبدالله_الشويخ

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر