5 دقائق

حتى «باتمان» بحاجة إلى استراحة!

عبدالله القمزي

اشتعلت النقاشات، أخيراً، حول الإخفاق الأخير لفيلم Justice League، وهو ما أظن أنه مرتبط بضجر الجماهير من ظاهرة أفلام الأبطال الخارقين (سوبر هيروز). سيختلف معي الكثير لكن نجاح «مارفل» كان استثنائياً، كونها قدمت فكرة جديدة كلياً بداية هذا العقد ما دفع الآخرين إلى تقليدها، ولن ينجحوا بالضرورة، لهذا السبب أخفق «باتمان» ورفاقه في منافسة كابتن أميركا وفريقه.

«واقعية كل شخصية تنعكس في سلوكها، بروس وين يخاف من الخفافيش، لكنه اختار تقمص شخصية الرجل الوطواط».

عدد أفلام الأبطال الخارقين التي أنتجت هذا العام سبعة وهي جرعة عالية، أي أن نصف السنة خصصت لأفلام هذا الصنف، ولو احتسبنا معها الأفلام الأخرى ذات القاسم المشترك أي الخيالية أو أفلام الوحوش كما أفضل تسميتها، يرتفع العدد إلى 11 في عام واحد! ستة من 11 أخفقت في شباك التذاكر! فما الذي يبرر هذا الإغراق بأفلام هابطة؟

المدافعون عن الأبطال الخارقين ينسون أن هناك معادلة دقيقة تتطلب النجاح الاستثنائي، وتلك المعادلة يجب أن تتضمن الواقعية كعنصر أساسي. والتجربة أثبتت أن الإقبال يشتد على هذه الأفلام كلما لامست الواقع، رغم بعدها عنه في الوقت نفسه. مثال: كلنا نعرف أن «باتمان» و«سوبرمان» و«آيرون مان» شخصيات غير واقعية بتاتاً، لكن عندما تناقش أفلامهم شؤون حياتنا تصبح واقعية.

وعندما تصبح واقعية فإنها عائداتها تتجاوز المليار دولار، «كابتن أميركا: حرب أهلية» ناقش الانقسام السياسي بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري إبان الانتخابات الرئاسية الماضية، وقبله ناقش «آيرون مان» موضوع سباق التسلح، و«باتمان: فارس الظلام» قضية الحرب على الإرهاب، بل إن الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، شبه شخصية الجوكر بـ«داعش» في أحد اجتماعاته.

واقعية كل شخصية تنعكس في سلوكها، بروس وين يخاف من الخفافيش، لكنه اختار تقمص شخصية الرجل الوطواط (باتمان) للتغلب على خوفه، «سبايدرمان» و«آيرون مان» يشهدان موت شخص مقرب، فيكون ذلك دافعاً لهما لخدمة المجتمع.

كابتن أميركا كان شخصاً طبيعياً قبل التلاعب بجيناته، وأصبح جندياً خارقاً رداً على منعه من دخول الجيش لمرات عدة. كل هذه العوامل تجعلنا كجمهور نرتبط بهذه الشخصيات الخارقة، لأن الكثير منا يرى نفسه فيها.

لكن ذلك لا يعني أننا يجب أن نقبل كل أفلام الأبطال الخارقين حتى لو كانت أقل من عادية، وقصصها تافهة ومؤثراتها الخاصة لم تعد مبهرة. «مارفل» تدير السيرك بنجاح منذ بداية العقد، ودخول «دي سي» بسيرك آخر ليس كل لاعبيه على القدر نفسه من الاحترافية قرار غير حكيم. لسنا بحاجة إلى سيركين في الوقت نفسه!

فشل «جستس لييغ» يشير إلى حقيقة واحدة: حتى «باتمان» بحاجة إلى استراحة، فهو البطل الخارق الوحيد الذي لم يغب عن السينما منذ عام 1989، حيث حظي بفيلم في الثمانينات وثلاثة في التسعينات واثنين في العقد الماضي وثلاثة هذا العقد! وكما يحتاج البطل الخارق إلى استراحة، فنحن أيضاً بحاجة إلى تخفيف الجرعة العالية التي لوثت السينما.

ختاماً: على «دي سي» إغلاق سيركها وتدريب لاعبيها جيداً، وإعادة تخطيط استراتيجيتها قبل العودة عام 2025، وقتها لن تكون «مارفل» بالضرورة في المستوى نفسه، وحتى لو كانت فإن الرغبة في التجديد ستكون عارمة، وتلك الرغبة ستسحب البساط من تحت «مارفل».

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

 

تويتر