مزاح.. ورماح
أوراق الخلق.. وأخلاق الورق!
تحدث عدد من الزملاء عن جزء من العناوين التي كانوا يرغبون في شرائها من معرض الكتاب، لكنهم لم يعثروا عليها، وما هي الطريقة الأفضل للحصول عليها، وبعد مدة قصيرة قام أحدهم بوضعها في المجموعة التي تجمعنا عبر هواتفنا الذكية، بصيغة PDF أو بصيغة المستندات القابلة للحمل (مقح)، إذا كنت تريد مني تعريبها بشكل يرضيك..
إتاحة الكتب الإلكترونية لنا على المجموعة أثار قضية أخلاقية بين الأعضاء، فمنهم من كان يرى أن في الأمر إجحافاً (استحى أن يستخدم كلمة سرقة فيطرده المدير قوي الشخصية) بحقوق المؤلف والناشر، وأن الأمر قد لا يختلف عن القفز فوق سور مكتبة لجلب كتاب من داخلها، في منتصف الليل، وأنت ترتدي قميصاً أبيض مخططاً بالأسود.. لا أعلم لمَ يصر اللصوص على عدم اتباع خطوط الموضة الحديثة!
فريق آخر كان يرى أن عدم توافر الكتاب هو خطأ مشترك بين ناشر وموزع، وأنه يضطر القارئ للحصول عليه بهذه الطريقة، خصوصاً إن لم يوفره إلكترونياً لقراء لا تهمهم رائحة الورق وملمس الكتب، وتلك الخرابيط اللذيذة بالنسبة لنا.. والبعض يرى بطريقة استبصارية أن الناشرين الذين يبخسون حق المؤلفين والمترجمين «ناس وحشة»، ويستحقون عقاب القارئ لهم بهذه الطريقة.. بالطبع الأمر لن يفيد المؤلف ولا المترجم، لكنها لعبة نفسية للشعور الداخلي بالرضى، تماماً كما تطلب شاياً من دون سكر بعد وجبة مندي دسمة!
جملة اعتراضية: تبلغ ثروة ج.ك رولينغ، مؤلفة هاري بوتر، نحو مليار دولار، بينما بلغت ثروة ستيفن كينج 400 مليون دولار، ودانيال ستيل 375 مليون دولار، وبلغت ثروة كل من جيمس باترسون وجاكي كولينز ونورا روبرتس وجون كريشام (كبشة) من الملايين تفوق الـ100 لكل منهم!
الحق أن المنظومة الأخلاقية تسبق المنظومة الإدارية في كثير من الأحيان، ولا يمكن تحقيق المعادلة المرضية في هذا المجال العلمي الطاهر لجميع الأطراف إلا بمنظومة أخلاقية، فالقوانين لن تجبر كاتباً على الإخلاص، ولن تمنع ناشراً من الغش، ولن تقف في وجه قارئ يرغب في القرصنة.. وحدها المنظومة الأخلاقية الذاتية تستطيع ذلك، ولهذا كانت المنظومة الأخلاقية الذاتية دائماً مرتبطة بالتطور الحضاري الحقيقي لدى أي أمة من الأمم، بغض النظر عن دينها وممارساتها التعبدية..
سعر أغلى كتاب لا يتجاوز سعر وجبة سريعة ولا بطيئة.. عبارة أنهى بها أحدهم النقاش!
Twitter:@shwaikh_UAE
#عبدالله_الشويخ
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .