أبواب

السياسة على صحن «كنافة»

أحمد حسن الزعبي

أن يرتفع سعر برميل النفط أو ينخفض صار أمراً مألوفاً لكل المتابعين للمضاربات العالمية، بل صار خبر «زحلقة» رجل الرئيس الأميركي على سلم الطائرة سبباً موجباً لاضطرابات العقود القصيرة ومتوسطة الأجل من استيراد هذه المادة الحيوية في العالم، وإطلاق التصريحات المثيرة للجدل للدول المؤثرة كفيل بأن يحدث اضطرابات بموازنات الدول النامية كلها، فالنفط منذ التاريخ مرهون بالأحداث السياسية، بل أراه في كثير من الأحيان عبارة عن «ربطة عنق سائلة»، تتأنق بها أو تفكّها الدول عند السلام أو الخصام.

أما أن يدخل الفستق إلى معترك السياسة فهذا شيء غريب وعجيب، حيث تواجه تجارة الفستق العالمية اضطرابات بالغة، بسبب توتر العلاقات بين أميركا وإيران، اللتين تسيطران على أكثر من 80% من حصة السوق العالمية في هذه التجارة، وكلما «فقع» ترامب تصريحاً حول إلغاء الاتفاق النووي، ارتفع سعر الفستق عالمياً، وكلما «نامت» التهديدات قليلاً تيسّرت التجارة، وبدأ الفستق الإيراني يأخذ مساحته في عقود التصدير.

طبعاً خلال الأربعين سنة الماضية، عانى المزارعون الإيرانيون صعوبات حقيقية بفتح أسواق جديدة، وما يتبعها من فتح اعتمادات مصرفية، إلا أن الفستق بدأ يرى النور في عام 2016 مع الاتفاق النووي الذي وقعته أميركا مع الجانب الإيراني.

قادم الأيام لستَ بحاجة إلى متابعة نشرات الأخبار، ولا مواقع التواصل الاجتماعي، ولا المواقع الإلكترونية للصحف العالمية، حتى تعرف أين وصلت العلاقات الأميركية الإيرانية.. كل ما عليك هو النظر على وجه صحن «الكنافة»، لتقرأ عمق أو سطحية العلاقات الثنائية، فإذا كان الفستق غزيراً، ويكسو الوجه البرتقالي الشبيه بوجه ترامب، فاعلم أن العلاقات بين البلدين جيدة، وتسير نحو التحسن والحل.. وإذا كان الفستق شحيحاً نحيفاً ضعيفاً، بالكاد يزيّن أوسط الصحن، فاعرف أن الأمور ليست على ما يرام.. فالسياسة كلها بتعقيداتها ودهاليزها قد تشاهدها على صحن كنافة، ولستَ بحاجة إلى قارئة الفنجان، ولا إلى المنجمين السياسيين، «الحلواني» هو أعرف من كل هؤلاء.

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر