5 دقائق

شريفة وعفيفة

خالد السويدي

يُقال إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم، ولو افترضنا أن الذي يدري أو لا يدري شخص جاهل لا يعرف كوعه من بوعه، أو واحد من الذين يعيشون في الكهوف والغابات لوجدنا له آلاف الأعذار، أمّا أن يكون بحجم وزير دولة للشؤون الخارجية فإنّ الموضوع لا يمكن تفسيره إلا بخالف تُعرف وإصرار على الخطأ واستفزاز سخيف.

• سيأتي اليوم الذي تعترف فيه الشقيقة قطر بأن «شريفة» ليست سوى أفعى سامة.

يبدو أن المسؤولين في قطر في حاجة إلى الرجوع إلى القواميس العربية كي لا يقعوا في الحرج، ويأتوا بالمصائب في تعريفهم للكلمات والصفات فيأتون بها في غير مواضعها ليكونوا محلاً للسخرية والتندر، وهذا بطبيعة الحال ما لا أرضاه ولا أتمناه للأشقاء في قطر حتى لو استمرت المقاطعة إلى عامين أو أكثر.

لا ألوم مندوب قطر في الجامعة العربية، الذي تسلم معلومات مغلوطة عن الدولة الشريفة، إذ إنها من وجهة نظره لم تمارس أي دور تخريبي في الدول العربية، فهي مستعدة للانسحاب من الجزر الإماراتية المحتلة، وتعمل على إحلال السلام في سورية وضمان العيش الرغيد للشعب السوري، وتشجع الحوثيين على تسليم السلاح في اليمن، وتقوم بمساعدة الحكومة العراقية على نبذ الطائفية والتعايش في حب ووئام لأطياف الشعب العراقي كافة، وهي نفسها التي تدافع عن الشعوب المستضعفة في العالم لا تريد منهم جزاءً أو شكوراً.

الأشقاء في قطر يمارسون نوعاً من الاستفزاز السياسي بعقلية الأطفال، لا يقارعون الحجة بالحجة، ولا يعمدون إلى الاعتراف بالخطأ ومعالجته، بل إنهم لا يتورعون عن الكذب والاستمرار في الكذب والتحدث عن المظلومية، بل يثبتون في كل موقف أن السياسة القطرية متوافقة تماماً مع تعريفهم المخزي للدولة الشريفة.

إنّ إطالة مدة الخلاف لن تضر إلا قطر وشعبها، والتحالف مع دول لها أطماع تاريخية في الخليج سيأتي بعواقب وخيمة لن يسلم منها القريب أو البعيد، أعتقد من الواضح جداً أنه سيأتي اليوم الذي تعترف فيه الشقيقة قطر بأن «شريفة» ليست سوى أفعى سامة تجيد تغيير جلدها ثم تنفث سمومها في جسد الضحية، وكلي أمل ألا يكون ذلك في الوقت الذي لا ينفع فيه الندم.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر