أبواب

«دعاة آيدول..»

أحمد حسن الزعبي

بما أن بعض الدعاة يعشقون النجومية، وتستهويهم الكاميرا، وهمّهم الأول تكبير قاعدة الجماهير والمتابعين، لا إصلاحهم وهدايتهم، فأنا أقترح أن تتبنى واحدة من المحطات الكبرى برنامجاً جديداً تسميه «دعاة آيدول»، ويتنافس المتنافسون فيه، من منهم أقدر على البكاء أمام الكاميرا أو الارتجاف أثناء التلاوة أو خلق بحّة في صوته عند سرد قصص لا يوجد لها أي سند في السلف الصالح والإرث العربي والإسلامي، والفائز يقدّم على أنه نجم الدعاة ليسوق علينا مواهبه المختلفة في الفضائيات الدينية.

• بعض الدعاة دعواهم صادقة لله تعالى، وكل ما يقومون به موهوب لوجه الكريم لا يريدون جزاء في الدنيا ولا مقابلاً ولا عقوداً مع فضائيات، ولا مديحاً من متصلين ولا «فولورز» على «فيس بوك» و«تويتر»، هؤلاء أكنّ لهم الاحترام.

***

بعض الدعاة دعواهم صادقة لله تعالى، وكل ما يقومون به موهوب لوجه الكريم لا يريدون جزاء في الدنيا ولا مقابلاً ولا عقوداً مع فضائيات، ولا مديحاً من متصلين ولا «فولورز» على «فيس بوك» و«تويتر»، هؤلاء أكنّ لهم الاحترام والتقدير وأحييهم على رسالتهم العظيمة، أما البعض الآخر ومن خلال احتكاكي بهم، إما بحكم العمل أو من خلال المؤتمرات واللقاءات، فما يقوله على طاولة العشاء وما يقوله في الجلسات المغلقة يختلف تماماً عما يسمعه الجمهور على الشاشات، بعضهم أصابني بالصدمة لأن الشخصية مختلفة تماماً والمثالية التي يتقمّصها في برامجه الدينية متلاشية، لا بل إنه النقيض تماماً من كل ما نسمع ونقرأ ونشاهد، بعضهم لا يخفي الكلام عن مغامراته ومقالبه، والبعض الآخر استخدم أمامي ألفاظاً بذيئة في حق زميل له لا يجرؤ على قولها «بلطجي» وليس داعية.

إذن دعونا نفرق بين الدعوة كرسالة والدعوة كمهنة، الأولى هي النقية الخالصة الصافية التي ليس بعدها رسالة، أما الدعوة كمهنة فهي ما نراه - للأسف - في كثير من المحطات المتخصصة والصفحات المشهورة لهؤلاء، إذ يبكون عندما تكون الكاميرا في وضعية تشغيل، وتقشعر الأبدان ويجودون في الدعاء والتوبة عندما يكون التصوير «رننج»، وعندما يعطيه المخرج إشارة نهاية البث المباشر أو الحلقة المسجلة، يردح لكل العاملين في الاستديو.

وفي الحج الأخير شاهدتم نماذج من هذه.. البكاء بعد الكلاكيت..1..2..3.. «كيو»!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر