5 دقائق

لا حرج على الحمير

خالد السويدي

أشفق - في أحيانٍ كثيرة - على الحمار الذي نضرب به الوصف - بقصد أو دون قصد - في الغباء والبلاهة والعناد، ومع احترامي الشديد لكل الحمير، وبقية الحيوانات التي نفعت البشرية في يومٍ ما، إلا أن الأيام الماضية أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك وجود بشر هم كالأنعام بل أضل سبيلاً.

موقف الإمارات، وبقية الدول، واضح وضوح الشمس، لمن أراد أن يفتح صفحة جديدة في العلاقات الأخوية، ويمسح الماضي المعيب.

يحاول البعض - منذ فترة - اختلاق الشائعات والأكاذيب على الدولة، فتنقلب على صاحبها ومَنْ خطط وروّج لها، إغلاق مطارات الدولة، وحجب «تويتر» في الإمارات، وخلافات بين إمارات عدة، واعتقال مسؤول كبير في وزارة الداخلية، وغيرها من الشائعات خرجت في يوم واحد، فارتدت على أصحابها في لحظة عين، وتحولت الشائعات إلى أمثلة للتندر والضحك، في وسائل التواصل الاجتماعي، والقنوات الفضائية.

من شدة جهل البعض لا يستطيع استيعاب «البيت المتوحد» في الإمارات، تجدهم غير قادرين على فهم اللحمة الوطنية القائمة بين أفراد المجتمع، ولا بإمكانهم تحمل الاحترام المتبادل، والمشاعر الجياشة التي يكنها حكام الإمارات وشيوخها لبعضهم بعضاً، يعتقدون أنه يمكن بسهولة إثارة الفتنة في النسيج المترابط، لضرب أنجح مشروع وحدوي في الوطن العربي، والذي تمثل في اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.

لا حرج على الحمير، لذا يستمرون على النهج نفسه، تأتيهم اللطمات واللكمات من كل حدب وصوب، إلا أنهم صامدون ثابتون، ليس لأنهم على حق، بل لأنّ الحماقة أعيت من يداويها، فلا تنفع معهم كلِمة ولا لَكْمة، ولا أي تدخل جراحي لإعادة «الفيوزات» المضروبة في المخ.

من نعم الله عزّ وجّل، عندما يكون اختلافك مع من يثبتون في كل موقف أنهم ناقصو العقل والحجة والدين، حينها تكون مطمئناً لكل ما تقوم به، وتزداد قناعة وثقة بأنك تمضي في الطريق الصحيح.

موقف الإمارات، وبقية الدول، واضح وضوح الشمس، لمن أراد أن يفتح صفحة جديدة في العلاقات الأخوية، ويمسح الماضي المعيب، أما من يريد أن يكسب الوقت، أملاً في انتصار وهمي مزيف، وتصريحات مترنحة يعتمد فيها على إعلام النطيحة والمتردية وخلايا المرتزقة، فهو مثل الغرقان المتشبث بعود قش.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر