مزاح.. ورماح

« من يملك جرأة إحراق الذكريات..؟! »

عبدالله الشويخ

ألم نتعاهد تحت النجوم                             بأن لا تخوني وأن لا أخون

وأن لا تكوني لغيري سراجاً                       وأني لغيرك لا لن أكون

شاعر مجهول مثل مجموعة نجمية لم يطلق عليها المحبون أسماءهم بَعْدُ

***

للذكريات سحرها.. خصوصاً إن لم تكتمل!

ما هو الفيلم الذي لا يمكن أن تنساه..؟ هو ببساطة ذلك الفيلم الذي قام أحمق ما بإغلاق التلفاز حينما وصل إلى ذروته.. وبسبب خطأ ما أو قدرٍ ما فأنت لا تعرف أحداً من ممثليه، ولم تحرص على قراءة اسمه بين إعلان وإعلان.. هذا الفيلم تحديداً هو الذي يزورك في أحلامك، وهو الفيلم الذي لا تنساه..!

ما هي الرواية التي لا تنساها..؟ هي القصة ذاتها، ذلك المغلف المهترئ، الذي عثرت عليه في قطار ممل.. قرأت منه صفحات عدة، ثم جاءت عجوز غجرية تسال عن كتابها الذي نسيته على هذا المقعد.. الأوغاد ينظرون إليك ليختبروا مدى أمانتك.. تضطر مع نظرات المحيطين إلى إعطائها الكتاب.. ولفرط الألم تنسى أن تسألها عن عنوانه.. فيذهب الكتاب وتبقى القصة.. وتبقى الذكرى..!

ما هو الحب الذي أحرقك..؟ كألف شيطان.. هو بدوره يلعب اللعبة ذاتها.. هي تلك القصة التي تنتهي.. أو التي لم تنتهِ ولهذا فقد خلدتها ذكرياتك.. من قال إن قصص الحب العظيمة لا تكتمل..؟! المعادلة ليست كذلك، لكن قصص الحب التي تكتمل تموت.. هكذا هي القاعدة.. لو تزوج قيس ليلى لانتفخت وجاءته بدستة من الأطفال، وانشغل عن شعره بالعمل نساخاً في دار المظالم.. ولنسي ونسينا..!

لو تزوج روميو لأنجب مجموعة من القراصنة، الذين يسوموننا سوء العذاب.. ولقاموا بتسمية إحدى سفنهم الغازية (جولييت)، تيمناً بجدتهم التي أنجبت ستة قبل الزواج ومثلهم بعدها..!

.. وحدها القصص غير المكتملة هي التي تدخل التاريخ.. وتحرق أصحابها!

للذكريات سحرها.. والحمقاء لم تفهم بَعْدُ أنك لولا أنك لاتزال كما أنت.. لما جننت مثل الذين جنوا من قبلك!

***

ألم نتعاهد تحت المطر                 وتلك الليالي وضوء القمر

بأني البراري وأني السهول            وأني لديكِ جميع البشر؟

شاعر مربوط بقافية قصيدة دفنت في مكتبة هابوتية.

#عبدالله_الشويخ

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر